هذا الإصدار هو الثامن والأربعون من الكتاب السنوي التسلح ونزع السلاح والأمن الدولي الذي يعده معهد ستوكهولم لأبحاث السلام الدولي – سيبري، وتصدر نسخته العربية عن مركز دراسات الوحدة العربية هذا العام بدعم من المعهد السويدي بالإسكندرية. ويقدم كتاب هذا العام عرضاً موسعاً ومفصّلاً للأحداث والتطورات واتجاهات النزاعات والسلام والأمن في العالم عام 2016. وتكمن أهميته – كما يأتي في تقديمه – في ما يحتويه من معلومات وجداول ورصد للوقائع والتحولات والاتجاهات والصراعات، العسكرية والأمنية والاستراتيجية، ومن عرض لتطور عمليات الإنفاق على التسلّح، وتجارة السلاح أو الحد من التسلح، وتطور التقانات العسكرية والأمنية والمخاطر التي تواجه العالم على هذا الصعيد، فـــضــلاً عن مخاطر التغيرات البيئية وما تحدثه من تزايد في الكوارث الطبيعية.

ويحمل نشر هذا الكتاب باللغة العربية أهمية استثنائية هذا العام، نظراً إلى ما شهدته المنطقة العربية عام 2016 من أحداث وظواهر وتطورات تطرّق الكتاب إلى قسم كبير منها، من تسلُّح مفرط، وحروب، وصراعات، واستخدام أسلحة محرمة دولياً، كيميائية وغيرها، واحتلالات وتدخلات عسكرية، وأنشطة نووية، وأعمال إرهابية، واستقطابات دولية، وعداوات إقليمية، ونزعات انفصالية، ومحاولات انقلابية، وعمليات نزوح ولجوء وهجرة غير شرعية، وتغيرات بيئية تزيد من الكوارث وتؤثر في الأمن المجتمعي والغذائي.

يضم الكتاب أربعة أقسام تتناول على التوالي: النزاعات المسلحة، وإدارة النزاعات والأمن والتنمية، والإنفاق العسكري.

يوثق القسم الأول النزاعات المسلحة وإدارة النزاعات خلال عام 2016، متناولاً تطور النزاعات في أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وبخاصة الحروب المتزايدة التدويل في سورية وليبيا واليمن. ويتوقف عند التطورات المتعلقة بـ «الدولة الإسلامية» (داعش)، فيرى أنها كانت «قوة لا يستهان بها»، وعلى الرغم من خسارتها للأراضي التي كانت تسيطر عليها في سورية والعراق، إلا أنها قد تستمر بشكل أو بآخر. كما يتناول هذا القسم تراجع النظام الأمني التعاوني الأوروبي، والنزاع المسلح في فضاء ما بعد الاتحاد السوفياتي، والأحداث المحيطة بمحاولة الانقلاب في تركيا، ومساهمة توريد الأسلحة إلى الشرق الأوسط في عدم الاستقرار والنزاعات العنيفة وانتهاكات حقوق الإنسان.

ويتفحص القسم الثاني الارتباطات بين الأمن والتنمية، بما في ذلك سياق تطوير إطار الأمم المتحدة للسلام المستدام، والنزوح القسري في سياق الأوضاع الهشة، والتحديات التي يثيرها تغيُّر المناخ.

ويعرض القسم الثالث للإنفاق العسكري والتسلح وعمليات النقل الدولية للأسلحة وإنتاج الأسلحة، متناولاً القوى النووية في العالم وبرامج التحديث النووية الراهنة، ويتوقف عند الأزمة الناجمة عند التفجيرين النوويين الرابع والخامس اللذين أجرتهما كوريا الشمالية في شبه القارة الكورية. كما يتوقف عند الإنفاق السعودي على التسلح الذي بلغ عام 2016 نحو 63 مليار دولار، محتلة بذلك المرتبة الرابعة عالمياً من ناحية قيمة الإنفاق بعد الولايات المتحدة والصين وروسيا، في حين احتلت المرتبة الأولى عالمياً من ناحية نسبة الإنفاق من الموازنة العامة، إذ بلغت هذه النسبة 28 بالمئة عام 2016.

أما القسم الرابع والأخير، فيشمل عدم الانتشار، والحد من الأسلحة ونزع السلاح. كما يناقش استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية والعراق والتهديدات الأمنية البيولوجية والمبادرات الإنسانية للحد من السلاح التقليدي.

ساهم في إعداد هذا الكتاب 55 مؤلفاً من 21 بلداً مقدماً بذلك مادة مرجعية تهم العاملين والمهتمين بالشؤون العسكرية والأمنية وشؤون الصراعات، من باحثين وخبراء ودبلوماسيين وقادة وصناع قرار وصحافيين وغيرهم.