بدايةً يجب الإشارة إلى أن الصهيونية ليست بارادايم (Paradigm). فالبارادايم بحسب توماس كون هو نموذج نظري فكري موجَّه للأبحاث العلمية‏[1]، أو «منظور محوري» كما ترجمه ساري حنفي‏[2]، والصهيونية ليست هذا ولا ذاك، وإنما هي رواية وسردية (Narrative) حول أمة يهودية متخيَّلة، وتتضمن أساطير مخترَعة لتبرير وجود هذه الأمة وحقها التاريخيّ في فلسطين كما تدّعي.

بهذا المعنى لا تقع الصهيونية ضمن البارادايمات العلمية، وإنما تقع ضمن النماذج الاستيطانية الاستعمارية التي يختلط فيها الفكر القائم على التلفيق والاختراع بالممارسة وتبريرها. أي أننا أمام فكر حركي موجَّه لإنشاء وقائع على الأرض على حساب الشعب الأصلي. تعمل هذه الورقة على رصد التحولات التي حصلت على هذا الفكر ارتباطًا بالمراحل المختلفة لتطوره. وفي ما يأتي أبدأ بتحديد موقع النموذج الصهيوني ضمن النماذج الاستيطانية الاستعمارية الأخرى، ويلي ذلك عرض وتحليل للمكونات الرئيسة للفكر الصهيوني، ثم عرض للمراحل الثلاث التي مر بها، وتجليات هذه المراحل على مستوى فلسطين والإقليم معًا، انتقالًا إلى مناقشة فكرة توسيع إسرائيل بعد منازلة طوفان الأقصى لأطروحة «إسرائيل الكبرى» السابقة، لتصبح أطروحة «إسرائيل العظمى» الأوسع بصيغة الشرق الأوسط الجديد الذي تحدث عنه نتنياهو. تقدم الورقة بعد ذلك الفرص والتحديات أمام إسرائيل العظمى المقترحة، ارتباطًا بانتقال الصهيونية إلى مرحلة رابعة يتم الإعداد لها في اتجاه الدولة الدينية، وتخلص الورقة بعد ذلك إلى الإجابة عن السؤال المتعلق بما إذا ما كانت تشهده إسرائيل هي أعراض زوال أم أعراض تحول، وتقترح بعض البدائل.

لقراءة الورقة كاملة يمكنكم اقتناء العدد 561 (ورقي او الكتروني) عبر هذا الرابط:

مجلة المستقبل العربي العدد 561 تشرين الثاني/ نوفمبر 2025

المصادر:

نُشرت هذه الدراسة في مجلة المستقبل العربي العدد 561 في تشرين الثاني/نوفمبر 2025.

وليد سالم: أستاذ في برنامج ماجستير دراسات القدس في جامعة القدس.

[1](*) في الأصل أوراق هذا الملف قدمت إلى مؤتمر المجلس العربي للعلوم الاجتماعية السابع بعنوان: الدمار والخيال والمعرفة: منعطفات إقليميّة وأصداء عالميّة الذي انعقد في بيروت بتاريخ 15 – 18 أيار/مايو 2025.

Thomas S. Kuhn, The Structure of Scientific Revolutions (Chicago, IL: The University of Chicago, 1962).

[2] ساري حنفي، هنا وهناك: نحو تحليل للعلاقة بين الشتات الفلسطيني والمركز (رام الله: المؤسسة الفلسطينية لدراسة الديمقراطية – مواطن؛ القدس: مؤسسة الدراسات المقدسية، 2001)، ص 229.


وليد سالم

معهد جامعة القدس للدراسات والأبحاث، ومدير تحرير مجلة "المقدسية" الصادرة عن الجامعة.

مقالات الكاتب
بدعمكم نستمر

إدعم مركز دراسات الوحدة العربية

ينتظر المركز من أصدقائه وقرائه ومحبِّيه في هذه المرحلة الوقوف إلى جانبه من خلال طلب منشوراته وتسديد ثمنها بالعملة الصعبة نقداً، أو حتى تقديم بعض التبرعات النقدية لتعزيز قدرته على الصمود والاستمرار في مسيرته العلمية والبحثية المستقلة والموضوعية والملتزمة بقضايا الأرض والإنسان في مختلف أرجاء الوطن العربي.

إدعم المركز