تحرير: أحمد يوسف أحمد ونيفين مسعد
مراجعة: قسم التوثيق والمعلومات في مركز دراسات الوحدة العربية
الناشر: مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت
سنة النشر: 2018
عدد الصفحات: 208
يعرض هذا التقرير السنوي الذي يواصل مركز دراسات الوحدة العربية إصداره عن حال الأمة العربية، لأبرز التطورات السياسية والاقتصادية والأمنية التي شهدها الوطن العربي على مدار عام 2017−2018، متناولاً التطورات الدولية والإقليمية التي أثرت في الوطن العربي والتي انعكست في تداعياتها على النظام الإقليمي العربي بما في ذلك العلاقات العربية البينية والعلاقات العربية – الدولية، ناهيك بالتطورات التي شهدتها سورية والعراق واليمن وليبيا، وتطورات القضية الفلسطينية الخطيرة، ولا سيما تصاعد الانحياز الأمريكي لإسرائيل، وصولاً إلى دراسة الاقتصادات العربية والسياسات التي تدار على أساسها منذ «الانتفاضات العربية»، وما تلاها من تحديات ناجمة عن تدخلات خارجية على المستويات كافة، وفي ظل التطورات التي شهدتها البيئة الاقتصادية الدولية.
يؤكد التقرير أن التطورات الدولية التي أثرت في الوطن العربي تمثلت بصورة رئيسية في تعقيد القضايا العربية في كل من سورية واليمن وليبيا بفعل التعارض بين أجندات القوى الإقليمية والدولية، والعربية نفسها. وقد هيمنت التدخلات الخارجية على مجمل تفاعلات النظام العربي الرسمي، بمباركة العديد من الحكومات العربية التي تنافست على طلب الحماية الأجنبية مقابل إبرام صفقات سلاح ضخمة والدخول في شراكات اقتصادية كبيرة، الأمر الذي زاد جامعة الدول العربية شللاً. وألقت العوامل الجيوسياسية بثقلها على تفاعلات القوى الكبرى مع البلدان العربية، وتجلى ذلك في التفاعلات العربية مع كل من روسيا والصين والهند، مع تصاعد الدورين الروسي والصيني وتعاون البلدين في المجالات الاستراتيجية كالطاقة، مقابل تراجع الدور القيادي للولايات المتحدة وتباعده عن أوروبا. ومن جانب آخر، أعاد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس القضية الفلسطينية إلى الواجهة، وذلك في ظل إجماع دولي على رفض هذا القرار تجلى في موقف الجمعية العامة للأمم المتحدة الرافض لقرار ترامب.
وعلى المستوى الإقليمي، توقف التقرير عند محركات سياسة تركيا الخارجية، ومنها توظيف القوة، والخطاب القومي الشعبوي الذي وظفه الرئيس التركي أردوغان لدفع تحول النظام السياسي من برلماني إلى رئاسي، مع ما حمل ذلك من مؤشرات على إحياء «العثمانية». وترجم ذلك في نزوع أنقرة إلى استخدام قدراتها العسكرية والتمركز التركي على الحدود مع العراق وسورية، وتأسيس عدد من القواعد العسكرية في شمال سورية مهدت لتدخلها العسكري في مدينة عفرين، وتدشين قاعدة عسكرية في كل من الصومال وقطر، والتوجه نحو البحر الأحمر، حيث وقعت تركيا مع السودان اتفاقية للتعاون العسكري في شبه جزيرة سواكن.
وكان لوصول دونالد ترامب إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة وقعه على التطورات في المنطقة، فأكد أنه أكثر الرؤساء الأمريكيين وفاء للمشروع الصهيوني، وذلك بتفعيله قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس. كما أكد ترامب من خلال إلغائه الاتفاق النووي مع إيران – على الرغم من معارضة الشركاء الآخرين في الاتفاق لهذا القرار الأمريكي – مدى دعمه للموقف الإسرائيلي ضد إيران ومدى إصراره على تضخيم الخطر الإيراني في المنطقة لابتزاز الأموال النفطية من خلال صفقات السلاح الأمريكية الضخمة، سواء مع السعودية أو الإمارات أو الكويت، ناهيك ببيع السلاح لقطر من خلال اللعب على التناقضات الخليجية، وتحديداً الخلاف بين قطر وكل من السعودية والإمارات والبحرين، إضافة إلى مصر.
وفي ما يتعلق بالتطورات في سورية والعراق واليمن وليبيا، يتحدث التقرير عن إنجازات عسكرية وأمنية في العراق وسورية على صعيد استعادة الدولة الوطنية ولو قدراً من توازنها وتماسكها وسيادتها على معظم أراضيها، عبر الانتصارات التي تحققت على الإرهاب وإسقاط ما سُمي دولة الخلافة الإسلامية (داعش) على أرض البلدين. لكن الحرب في اليمن والصراعات في ليبيا بقيت مفتوحة. وفي كل الأحوال، لا يتوقع التقرير تحقيق اختراقات بشأن التوصل إلى تسويات تاريخية للأزمات والصراعات الدائرة في كل من سورية والعراق وليبيا واليمن والعراق. كما أنه من غير المرجح بروز دولة «نموذج» في مجال التحول الديمقراطي يكون لها نوع من الجاذبية والتأثير خارج حدودها.
وبالنسبة إلى القضية الفلسطينية، يشدد التقرير على أن المشهد فيها يزداد تعقيداً وتهديداً، وبخاصة مع تصاعد الهجمة الأمريكية والصهيونية لتصفية هذه القضية، في ظل العجز العربي، ولا سيما على مستوى النظام الرسمي العربي. ويختم بتقديم مؤشرات واتجاهات رئيسية للاقتصادات العربية وانعكاساتها على الوضع الاجتماعي والمعيشي للشعوب العربية. ويتوقف التقرير عند مسألة إعادة إعمار ما دمرته الحروب في العديد من البلدان العربية، متخذاً سورية كنموذج لإشكاليات إعادة الإعمار والبناء، والخطوات المطلوبة لذلك.
المصادر:
(*) نُشرت هذه المراجعة في مجلة المستقبل العربي العدد 475 في أيلول/سبتمبر 2018.
مركز دراسات الوحدة العربية
فكرة تأسيس مركز للدراسات من جانب نخبة واسعة من المثقفين العرب في سبعينيات القرن الماضي كمشروع فكري وبحثي متخصص في قضايا الوحدة العربية
بدعمكم نستمر
إدعم مركز دراسات الوحدة العربية
ينتظر المركز من أصدقائه وقرائه ومحبِّيه في هذه المرحلة الوقوف إلى جانبه من خلال طلب منشوراته وتسديد ثمنها بالعملة الصعبة نقداً، أو حتى تقديم بعض التبرعات النقدية لتعزيز قدرته على الصمود والاستمرار في مسيرته العلمية والبحثية المستقلة والموضوعية والملتزمة بقضايا الأرض والإنسان في مختلف أرجاء الوطن العربي.