صدر عن مركز دراسات الوحدة العربية كتاب شركاء في الجريمة: الدور البريطاني في غزو العراق، ترجمة طارق العاني.
اعتادت القوى العظمى أن تبحث عن مبررات آنية ومباشرة («نظيفة») لتخوض حروبها المقرَّرة مسبقاً لأهداف استراتيجية (قذرة) أبعد من تلك الأهداف المباشرة المعلنة. هكذا خاضت الولايات المتحدة الأمريكية حروبها طوال القرن العشرين ومطلع القرن الحادي والعشرين، وكان آخرها غزو العراق واحتلاله عام 2003، تحت مبررات كاذبة تتعلق بأسلحة دمار شامل يملكها العراق وبتورط نظامه بالإرهاب.
ولم يختلف الأمر بالنسبة إلى بريطانيا، الحليف الأساسي للولايات المتحدة في حربها الأخيرة تلك. لكن ما اختلف في الموضوع أن المبررات «النظيفة» الكاذبة التي قدمها رئيس الوزراء البريطاني توني بلير إلى حكومة بلاده ومجلس عمومها لتشريع مشاركته في تلك الحرب لم تمر بلا محاسبة بعد انكشاف زيفها ونتائجها الكارثية، كما تمر عادة في الولايات المتحدة الأمريكية.
يقدم هذا الكتاب الترجمة العربية للملخص التنفيذي لتقرير لجنة التحقيق في شأن العراق التي ألّفها رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون عام 2009 للتحقيق في التباسات مشاركة بريطانيا في غزو العراق واحتلاله عام 2003 في عهد رئيس الوزراء الاسبق توني بلير.
يساهم هذا الكتاب في تقديم تفاصيل مهمّة عن واحدة من أخطر الحروب التي خاضتها بريطانيا (إلى جانب الولايات المتحدة) بعد الحرب العالمية الثانية، والتي أدت إلى تدمير وشل قدرات واحد من أهم البلدان العربية اقتصادياً وعسكرياً واستراتيجياً وحضارياً وتهديداً لإسرائيل. ويعد الكتاب خلاصة عمل سبع سنوات للجنة التحقيق البريطانية التي وضعت عام 2016 تقريراً مؤلفاً من أثني عشر جزءاً تدين بصورة واضحة تورط الحكومة البريطانية في تلك الحرب.
يقع الكتاب في 192 صفحة، وثمن النسخة 12 دولاراً.
إضافة مراجعة
يجب عليك تسجيل الدخول لنشر مراجعة.