يُظهر الكتاب أن العرب عاشوا على مدى القرن الأخير، أي منذ الحرب العالمية الأولى وانهيار الدولة العثمانية حتى اليوم، وسط صراع بين إرادتين: إرادة التوحّد والنهوض السياسي والاقتصادي والحضاري في وجه التحديات الداخلية والإقليمية والدولية الكبرى، وإرادة الانقسام والتشرذم التي تلاقت فيها مصالح القوى الكبرى ومشاريعها الاستعمارية في المنطقة مع مصالح بعض النخب العربية الحاكمة أو المؤثرة في مجتمعاتها بصيغة أو بأخرى. وعلى الرغم من التعبير الصادق لإرادة الوحدة عن تطلعات الشعوب العربية وآمالها، لم تستطع تلك الإرادة النجاح في أي من مشاريعها الوحدوية، الثنائية أو الثلاثية أو الأوسع، ما خلا تلك المشاريع الاتحادية التي جاءت في السياق المنسجم مع مصالح الدول الكبرى ومشاريعها الاستعمارية في المنطقة، إذ طالما عملت تلك الدول على عرقلة مختلف صيغ المشاريع الوحدوية العربية ذات التوجُّه الاستقلالي على مدى القرن المنصرم.
إضافة مراجعة
يجب عليك تسجيل الدخول لنشر مراجعة.