يقدم ناصيف نصار في هذا الكتاب بناءه الفلسفي لموضوع السلطة، بأسلوب تحليلي ونسقي لا مثيل له بإجماع النقّاد في الفكر السياسي العربي؛ فيتجاوز الدرس الخلدوني الذي تشبّع منه في شبابه، باعتماد مفهوم معياري للسلطة، في مقابل مفهوم السيطرة، من دون خروج من عالم الإنسان الاجتماعي. ويدخل في حوار نقدي مع تاريخ الفلسفة السياسية في الغرب من أفلاطون إلى رولز، واضعاً المادة التاريخية في خدمة بنائه النظري الأصيل.
وهكذا اذا كان العقد الاجتماعي قد جاء استجابة لظروف اجتماعية وسياسية وثقافية كانت أوروبا تعيشها في القرن الثامن عشر ومهّد بالتالي لقيام الثورة الفرنسية، فإن منطق السلطة يأتي استجابة، على المستوى الفلسفي، لحاجة المجتمع العربي العميقة إلى التحرر من أنظمة السيطرة والاستبداد؛ فالظروف التي يعيشها الوطن العربي ونماذج الدولة والحكم السائدة فيه، تحتاج فعلاً إلى عمل فلسفي بمستوى منطق السلطة، حتى يتحول العمل السياسي فيها نحو منطق مغاير للحكم يعيد للدولة الوطنية حقيقتها وللشعب إرادته وللمواطن حقوقه وواجباته.
إضافة مراجعة
يجب عليك تسجيل الدخول لنشر مراجعة.