“انطلقت موجة الانتفاضات الشبابية في عدد من البلدان العربية بهدف التغيير، أو الإصلاح على الأقل، ونجحت بعض هذه الانتفاضات في إسقاط رؤوس أنظمتها، ودخلت في مراحل انتقالية تعلَّق عليها الأمل بإنجاز التغيير. وانتشرت موجة من التفاؤل والأمل في المنطقة والعالم بأن ربيعاً عربياً قادماً سيعم بوعوده كل بلدان المنطقة وسيحقق لشعوبها ما عجزت أنظمتها عن تحقيقه على مدى عقود. لكن تلك الموجة من التفاؤل والأمل لم يطُلْ مَدُّها حتى انسحبت بجَزْرها أمام رياح العنف والتطرف والانقسام التي اجتاحت الكثير من المجتمعات العربية، وبخاصة تلك التي طرق ذلك الربيع أبوابها. فانتقل المشهد العربي إلى مكان آخر يناقض كل تلك الصورة المخملية التي تصوَّرها الكثيرون بُعيد انطلاق انتفاضات الربيع العربي.
وبعد كل ذلك الإخفاق والإحباط يعود سؤال التغيير في الوطن العربي ليُطرح بقوة. وهذا ما دفع مركز دراسات الوحدة العربية إلى عقد ندوة حول هذا الموضوع لتعميق البحث في ما يحدث في الوطن العربي على هذا الصعيد. وقد شارك في هذه الندوة نحو مئة من نخبة الباحثين والمفكرين والخبراء العرب الذين عرضوا وناقشوا على مدى أربعة أيام اثنين وعشرين بحثاً تناول قسم منها مشكلات وتحديات التغيير في عدة بلدان عربية كل منها على حدة، وتناول قسم آخر مقاربة أشمل لأهم المخاطر والتحديات وآفاق المستقبل التي يواجهها الوطن العربي ككل في ظل ظروف إقليمية ودولية متغيرة.
إضافة مراجعة
يجب عليك تسجيل الدخول لنشر مراجعة.