ليست الحالة السلفية أو السلفية التكفيرية ظاهرة جديدة في الوطن العربي. لكن تمددها واتخاذها منحىً إرهابياً على هذا النحو الذي شهدناه في العقد الأخير، أي بعد الغزو الأمريكي للعراق، ثم بعد موجة انتفاضات «الربيع العربي» وما أحدثته من تداعيات وانهيارات في غير بلد عربي، أعطى الحالة التكفيرية بعداً آخر. فقد أدى انهيار الدولة في العراق عقب الغزو الأمريكي عام 2003، إلى توافر أرض حاضنة لسلفية جهادية ساعدت ظروف الغزو وتداعياته على بلورة أجندة لدى جيلٍ جديدٍ من أتباع تلك السلفية مختلفٍ عن سابقيه لجهة تحديد الأولويات وتوجيه الحزام نحو جماعات داخل المجتمع العربي بدلاً من توجيهه نحو رأس «الكفر» العالمي بالولايات المتحدة.
يضم هذا الكتاب ثمانية فصول في الفكر السلفي وفي الإرهاب التكفيري، وهي في معظمها دراسات سبق أن نشرت في مجلة «المستقبل العربي»، وهي يعاد نشرها في هذا الكتاب نظراً إلى أهميتها، سواء في الوقائع التي تقدمها أم في التحليل أم في الرؤى البديلة لمواجهة الحالة التكفيرية وما انبثق عنها من إرهاب وتدمير.
إضافة مراجعة
يجب عليك تسجيل الدخول لنشر مراجعة.