صدر عن مركز دراسات الوحدة العربية الطبعة الثانية عشرة من كتاب “العقل السياسي العربي: محدداته وتجلياته” للدكتور محمد عابد الجابري.
مع تزايد الانشغال بالأسئلة ومحاولات الإجابة عن أسباب تعثّر النهضة العربية، يتّجه المفكر العربي محمد عابد الجابري في البحث عن تلك الإجابات اتجاهًا غير مسبوق، فيطرق باب العقل العربي بحثًا عن عوامل تعثّر نهوض هذا العقل تمهيدًا للتأسيس لمشروع نهضوي عربي تكاملي فعلي.
يخوض الجابري غمار البحث في آليات اشتغال هذا العقل ومحدداته ومكوناته، لا بوصفه مخزونًا فكريًا ونظريًا ومعرفيًا لمختلف القضايا والموضوعات والإشكاليات التي اشتغل فيها وبها الفكرُ العربي منذ أواخر القرن التاسع عشر على الأقل حتى اليوم، بل بوصفه أداة للتفكير في تلك القضايا، وأداة لإنتاج المعرفة، وبالتالي أداة لإعادة إنتاج الثقافة العربية الإسلامية، التي ساهمت عناصرها واتجاهاتها وتناقضاتها، بدورها، في تحديد مكونات هذا العقل بمستوياته المختلفة، المعرفية والسياسية والقيمية، مقدمًا قراءة بنيوية نقدية، ومراجعة شاملة لآلياته ومفاهيمه وتصوراته ورؤاه.
أخرج الجابري هذا العمل الفكري التأسيسي الضخم لنقد العقل العربي في سلسلة كتب مؤلفة من أربعة أجزاء استغرق العمل فيها أكثر من عشرين عامًا، بحثت في تكوين العقل العربي، وبنية هذا العقل، وفي العقل السياسي العربي والعقل الأخلاقي العربي.
ينتقل الجابري في هذا الجزء الثالث من سلسلة كتب «نقد العقل العربي» من نقد العقل النظري في الثقافة العربية الإسلامية، أي العقل النحوي والعقل البلاغي والعقل الكلامي والعقل الفلسفي، إلى نقد العقل العملي، أي العقل السياسي العربي، أو ما يسميه الجابري «عقل الواقع العربي»، مركزًا على محددات الممارسة السياسية وتجلياتها في الحضارة العربية الإسلامية، محددًا ثلاث آليات حكمت العمل السياسي في المجتمع العربي الإسلامي عقب الدعوة المحمدية، وهي العقيدة والقبيلة والغنيمة، التي توازي آليات الأيديولوجيا والعصبية والمصلحة في المجتمعات الحديثة. يتناول هذا الجزء الصراع على السلطة والعلاقات والتناقضات التي شهدها المجتمع العربي عقب الدعوة المحمدية من خلال هذه الآليات.
يتضمن الكتاب عشرة فصول، فضلاً عن المقدمة والمراجع والفهرس.
إضافة مراجعة
يجب عليك تسجيل الدخول لنشر مراجعة.