صدر من مركز دراسات الوحدة العربية كتاب في البدء كان التحوُّل: قراءة تحليلية في معطيات العالم المعاصر للدكتور عبد الإله بلقزيز.
في عالم تحكُمه التحوُّلات الكبرى المتسارعة، وتتسابق الأممُ والقوى العظمى على تعزيز مكانتها فيه، إما تمسُّكًا بهيمنتها عليه لتعزيز مصالحها وفرض رؤيتها ونموذجها الحضاري على الآخرين، وإما سعيًا للتحرُّر من تلك الهيمنة الأحادية، وإما تنافسًا على تقاسمها على ألأقل، تتصاعد المخاطر والتحديات على كثير من أطراف هذا العالم، المهدَّدة بشتى عناصر القوة وأبعادها، العسكرية منها والاقتصادية والسياسية والمعرفية والمعلوماتية، فيزدحم العالم أمام هذه التحوُّلات بكلّ أنواع التّناقضات ذات الطّبيعة الانفجاريّة التي تزداد كثافةً وانضغاطًا، فتنتهي إلى صراعاتٍ وحروبٍ جامحة لا يعرف العنف فيها أي ضوابط أو حدود، حتى لو بلغت نتائجه حدَّ ارتكاب الإبادات الجماعية.
يستكمل عبد الإله بلقزيز في هذا الكتاب، ما بدأه في كتاب المتغيِّرات والصيرورات الذي صدر من مركز دراسات الوحدة العربية عام 2024، من تحليل نقديٍّ رؤيوي لأهم التحوُّلات التي يعرفها العالم اليوم، والآفاق المستقبلية لتك التحوّلات، بدءًا بمستقبل الهيمنة الأمريكية على العالم، وما تتعرض له تلك الهيمنة من منافسة، ومن تراجع أمام التحوُّلات في مراكز القوى الاقتصادية والتَقانية، أو حتى العسكرية، العالمية، مع سعى روسيا لاستعادة مكانتها كقطب عالمي، مرورًا بتغيُّر مكانة أوروبا في هذا العالم، ودورها التاريخي المركزي المهدَّد بالاضمحلال، مقابل صعود دور الصين كقطب عالمي يمثّل تهديدًا فعليًا للهيمنة الغربية على النظام الدولي، وصولًا إلى العالم العربي في المقابل، الذي يزداد تفتُّتًا وتهمُّشًا مع غياب أي إرادة تكاملية عروبية عن عاتق منظومته القُطرية، التي تزداد تكرُّسًا وعجزًا في الوقت نفسه، أمام الكيانات الإقليمية والعالمية الكبرى.
يتضمن الكتاب سبعة فصول موزعة على ثلاثة أقسام، فضلاً عن المقدمة والمراجع والفهرس.
يقع الكتاب في 192 صفحة، وثمن النسخة 14 دولاراً.
إضافة مراجعة
يجب عليك تسجيل الدخول لنشر مراجعة.