يحاول هذا الكتاب أن يقدّم مساهمةً متواضعة في إعادة كتابة تاريخ الحداثة في الفكر العربي المعاصر. وهي محاولة لا تعتذر عن رغبةٍ لديها في إعادة الاعتبار لهذا الخطاب الذي لَحِقُه حيْفٌ شديد وتعرَّض لتهميش كبير ـ وخاصة في الربع الأخير من القرن الماضي ـ من لدن معظم من تصدّوا لكتابة تاريخ الفكر العربي الحديث والمعاصر من مواقع ثقافية توسَّلت بمقدمات أيديولوجية، وعالنتِ الحداثةَ عداءً صريحاً وقبْليّاً حتّى من دون أن تصغي إلى خطابها أو تضعه في ميزان التقدير العلمي! وعندي أن تأْريخاً للفكر يُعْرِض عن تناول الأفكار والمنظومات الفكرية المتباينة في كلّيتها ، ويجنح للانتقائية والتحزُّب الثقافي، ليس من تاريخ الفكر في شيء، ولا يَقْبَلُ النظر إليه بوصفه جَهْداً علميّاً… إلخ.
إضافة مراجعة
يجب عليك تسجيل الدخول لنشر مراجعة.