يؤكد هذا الكتاب أن التدخلات الأمريكية في دول العالم في ما مضى بنيت على مواجهة التهديد السوفياتي المزعوم، الذي كان مبالغاً فيه بشكل كبير، وصولاً إلى إثارة شبح الخطر الروسي مرة أخرى عقب انتخاب دونالد طرمب رئيساً للولايات المتحدة. من هنا يتناول مؤلف الكتاب في عمله هذا ما تثيره وسائل الإعلام الأمريكية من تهديدات روسية مبالغ فيها، محذراً من أن قوى مهووسة بالحروب داخل الولايات المتحدة، تأخذ بلاده والعديد من دول العالم إلى اتجاه في غاية الخطورة من شأنه أن يقضي على فرص السلام في العالم.

ويشدد المؤلف على أنه منذ عام 1945، بررت الولايات المتحدة العديد من الحروب وتدخلاتها العسكرية بذريعة التهديد الأحمر الروسي حتى بعد انهيار الاتحاد السوفياتي في نهاية عام 1991، حيث لم تعد روسيا حمراء أو شيوعية. ويوضح في هذا السياق أن أكبر صراعين أمريكيين في فترة ما بعد الحرب العلمية الثانية؛ الحرب الكورية والفيتنامية، لم تكونا، في حقيقة الأمر كما قيل في كثير من الأحيان، لأجل وقف العدوان السوفياتي أو حتى تأثيره، ولكن لأجل الإبقاء على العلاقات الاستعمارية القديمة. وبالمثل، فإن العديد من التدخلات والصراعات الأقل حدة، مثل التدخلات في أمريكا اللاتينية لتنفيذ ودعم الانقلابات العسكرية، استندت أيضاً إلى التهديد السوفياتي المزعوم.

من هنا يأتي هذا الكتاب ليحذر من استمرار آلة الحرب الأمريكية في حملاتها الدعائية المناهضة للروس، التي لن تكون في صالح الشعبين الأمريكي والروسي، ولا في صالح السلام العالمي.