مقدمة:

يتم انتخاب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ونائبه عادة كل أربع سنوات. ويعتقد الكثيرون بأن الناخبين الأمريكيين يقومون بانتخاب الرئيس مباشرة وهذا غير صحيح، حيث تتم عملية الانتخابات عن طريق المجمع الانتخابي (Electoral College) المكون من 538 مندوبًا. يلاحظ أن عدد المندوبين يوازي عدد أعضاء الكونغرس الأمريكي بمجلسيه (مجلس النواب ومجلس الشيوخ)، إضافة إلى ثلاثة أعضاء من مقاطعة كولومبيا التي تضم العاصمة واشنطن رغم أنها لا تملك أى تمثيل انتخابي فى الكونغرس. وبهذا يكون لكل ولاية أمريكية داخل المجمع الانتخابي عدد محدد من الأصوات يتناسب مع عدد سكان الولاية وعدد النواب الذين يمثلونها في الكونغرس.

سلسلة من الانتخابات التمهيدية والمؤتمرات الحزبية في كل ولاية أو أرض تابعة للولايات المتحدة، يتم خلالها اختيار المرشحين للرئاسة الأمريكية. بدأت الانتخابات التمهيدية في ولاية آيوا الأثنين 3 شباط / فبراير 2020 وانتهت في بورتوريكو أوائل حزيران/ يونيو من هذا العام.

المرشح الجمهوري هو دونالد ترامب لدورة انتخابية ثانية أربع سنوات جديدة (2020 – 2024)، منافسَه جو بايدن مرشح الحزب الديمقراطي للرئاسة رسميًا لإنهاء “فوضى” ترامب. وكان بايدن قد شغل منصب  نائب الرئيس باراك أوباما، على الرغم من الفوضى ظل ترامب يتمتع بشعبية كبيرة بين الجمهوريين، ويتقدم مرشحي الحزب كافة بصورة واضحة.

بعد مؤتمرات آيوا، تُجرى يوم الثلاثاء، في الحادي عشر من شباط/ فبراير الانتخابات التمهيدية الأولى في نيو هامشر. وستصبح الولاية الشمالية الشرقية الصغيرة (عدد سكانها 1.3 مليون نسمة فقط)، مرة أخرى بؤرة للنشاط السياسي على نحو غير اعتيادي. تختلف الانتخابات التمهيدية عن المؤتمرات الحزبية، التي يجتمع الناخبون فيها في أماكن محدودة، في أوقات معينة لبعض الوقت، بينما يمكن للناخبين في الانتخابات التمهيدية المشاركة في الاقتراع والتصويت سرًا، ثم المغادرة.

أولًا: المجمع الانتخابي هو من ينتخب الرئيس الأمريكي

من الناحية الفنية المجمع الانتخابي (الهيئة الانتخابية) هو من ينتخب الرئيس الأمريكي وليس الناخبين مباشرة، مع ملاحظة أن عمليتي التصويت مرتبطتين على نحو وثيق. تبين الخريطة أدناه لنا عدد المندوبين لكل ولاية ويتوافق عددهم مع عدد النواب الذين يمثلون الولاية في الكونغرس.

الشكل الرقم (1)

عدد مندوبين كل ولاية من الولايات الأمريكية في المجمع الانتخابي

مثال: تعد ولاية كاليفورنيا أكبر ولاية بين الولايات الأمريكية من حيث عدد السكان يمثلها خمس وخمسون مندوبًا في المجمع الانتخابي، في حين يمثل ولاية فلوريدا سبع وعشرون مندوبًا، أما ولاية كارولينا الشمالية فيمثلها في المجمع الانتخابي ثلاثة مندوبين فقط. ويجب أن يحصل الفائز بمنصب الرئيس في انتخابات الرئاسة الأمريكية على مئتان وسبعون صوتا على الأقل من أصوات أعضاء الهيئات الانتخابية (المندوبين في المجمع الانتخابي). وتتباين الولايات من حيث درجة تسهيل إجراءات الانتخابات، وتوفر ولاية كاليفورنيا مثلًا بطاقات الاقتراع بعدة لغات ومنها اللغة العربية.

ثانيًا: قواعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية

الانتخابات الرئاسية الأمريكية عملية معقدة ومتعددة المراحل، ومربكة أحيانًا ومبهمة في آنٍ معًا. تبدأ هذه الانتخابات عندما يبدأ المرشحون بالإعلان عن نيتهم الترشُّح وخوض الانتخابات، غالبًا ما يحصل بالإعلان عن نية الترشُّح قبل عامين من الموعد الفعلي للانتخابات. فيبدأ المرشحون بتأليف فريق عمل وتنظيم جهاز حملة وطنية، وجمع الأموال لتميل الحملة الانتخابية. وقبل أن تبدأ الحملة الانتخابية العامة، يتعيّن على المرشحين من كلّ حزب رئيسي (الديمقراطي والجمهوري) في ما بينهم التنافس في انتخابات تصفية تمهيدية ليصبح مرشح الحزب الوحيد للرئاسة[1].

تُجرى الانتخاب وفقًا لقاعدة أن الولاية تعد دائرة انتخابية واحدة، فالمرشّح الذي يحصل على أغلبية أصوات الناخبين في الولاية يحصل على جميع أصوات أعضاء المجمع الانتخابي الممثلين لهذه الولاية، بغض النظر عن نسبة الأصوات الشعبية التي حصل عليها في تلك الولاية. مثال: (إذا حصل أحد المرشحين على أغلبية بسيطة في ولاية كاليفورنيا، فإنه يفوز بجميع أصوات المجمع الانتخابي للولاية البالغ عددها 55. وذلك باستثناء ولايتي نبراسكا وماين، اللتين تطبقان نظامًا نسبيًا. بحيث يحصل كل مرشح على عدد من أصوات أعضاء المجمع الانتخابي يتناسب مع عدد ما حصل عليه من أصوات الناخبين)[2].

لم يتوقع الآباء المؤسسون للدولة الأمريكية عندما اجتمعوا قبل حوالي 240 عامًا للاتفاق على شكل الدولة الجديدة وطبيعة الدستور وحق التصويت وعلاقة الحاكم بالمحكوم أن يصل رئيس مثل دونالد ترامب إلى سدة الحكم. ومع ذلك صمم الآباء المؤسسون للولايات المتحدة الأمريكية طريقة وعملية تنظيم الانتخابات الرئاسية هذه كي لا يكون في الولايات المتحدة جهة مركزية تشرف على إجراء العملية الانتخابية في كافة أرجاء الدولة، إنما تشرف كل ولاية على تنظيم وتمويل العملية الانتخابية التي تتم فيها، وتقوم الدوائر الانتخابية المحلية في مقاطعات الولايات بتنظيم عملية الانتخاب وتحدد ضوابط التصويت ومراحله ومواعيده بحسب ما تراه مناسبًا.

وكان هدف الآباء المؤسسون ألّا يُسمح لشاغلي المناصب الفدرالية العليا بتغيير قواعد الانتخابات بما يتناسب مع استمرارهم في مناصبهم[3].

تستعد كل ولاية من الولايات الأمريكية الخمسين والعاصمة واشنطن لإجراء الانتخابات الرئاسية ولكن بحسب إجراءات إدارية ولوجستية مختلفة (نظرًا إلى طبيعة النظام السياسي الأمريكي اللامركزية، لا تعرف الولايات المتحدة جهة مركزية تشرف على إجراء العملية الانتخابية في أرجاء الدولة، حيث تشرف كل ولاية على تنظيم وتمويل العملية الانتخابية فيها، وتقوم الدوائر الانتخابية المحلية في مقاطعات الولايات بتنظيم عملية الانتخاب وضوابط التصويت وتحديد مراحله ومواعيده المختلفة. وتُجرى كل من الولايات الخمسين والعاصمة واشنطن انتخابات بموجب إجراءات إدارية ولوجستية مختلفة).

يتولى وزير خارجية كل ولاية مهمات الإشراف على الانتخابات وتنظيم علاقة الولاية بالولايات الأخرى. ومع مرور الوقت تعددت مهمات وزير خارجية كل ولاية وتنوعت من ولاية إلى أخرى، وأصبح الوزير مسؤولًا رئيسيًا عن الانتخابات وإجراءات التصويت في الولاية من هذه المهمات:

  • التيقُّن مبكرًا من أن الناخبين سيكونون على علم بالمواعيد النهائية لتسجيل أنفسهم في جداول الانتخابات، ومواعيد الاقتراع، وغير ذلك من معلومات خاصة بيوم الانتخابات.
  • التأكد من أن كل شخص مؤهل للتصويت مدرج في قوائم التسجيل.
  • تتحمل الولايات عبء تمويل الانتخابات، ولا تحصل إلا على دعم ضئيل من الحكومة المركزية.
  • الإشراف على آلاف الإداريين والموظفين الانتخابيين المسؤولين عن تنظيم وإدارة الانتخابات بما في ذلك فرز وعد النتائج والتصديق عليها.

يقوم الإداريون والموظفون بالتصديق على أهلية المرشحين وإعداد وتسجيل قوائم الناخبين واختيار أجهزة التصويت المناسبة وتصميم بطاقات الاقتراع، وتنظيم وتوظيف قوة عاملة مؤقتة ضخمة للمساهمة في إدارة عملية التصويت.

ثالثًا: مراحل انتخاب الرئيس في الولايات المتحدة الأمريكية

تبدأ عملية انتخاب الرئيس في الولايات المتحدة الأمريكية بانتخابات التصفيات داخل الأحزاب السياسية الأمريكية، وبخاصةٍ الصفيات داخل الحزبين الرئيسين (الجمهوري والديمقراطي) وتنتهي بانتخابات الهيئة الانتخابية (المجمع الانتخابي) للرئيس.  وتمر العملية الانتخابية بخمس مراحل رئيسة [4]:

1 – المرحلة الأولى خط البداية

يقوم فيها الراغبون في الترشح بتشكيل لجنة استكشافية (أو لجنة استطلاع) لحشد التأييد لأنفسهم بين أنصارهم في الحزب، ويحصلون على ضمانات دعم مالي من المانحين بتقديم للإسهام في تميل حملاتهم الانتخابية. وإذا اقتنع الراغبون في الترشح بأنهم يتمتعون بتأييد يكفي لخوض الانتخابات يعلمون السلطات الفيدرالية باعتزامهم ترشيح أنفسهم في الانتخابات المقبلة. ويتم في هذه المرحلة عمليات جمع الأموال لتمويل الحملة الانتخابية وخوض سباق الانتخابات الداخلية الحزبية.

“كلما زاد عدد الأصوات التي يحصل عليها المرشح في المؤتمر الحزبي أو الانتخابات التمهيدية، يزداد عدد مندوبي المرشح. ويأمل جميع المرشحين بالفوز بأكبر عدد من المندوبين. ويختلف عدد المندوبين في كل ولاية، ويتم تحديده بواسطة سلسلة من المعايير المعقدة. فعلى سبيل المثال، في الانتخابات التمهيدية بكاليفورنيا، هناك 415 مندوبًا للحزب الديمقراطي للمنافسة عليهم هذا العام، أما في ولاية نيو هامشر فهناك 24 مندوبًا فقط. خلال هذا العام، الأمر مختلف بعض الشيء. سيحتاج أي مرشح إلى الحصول على 15 في المئة على الأقل من الأصوات في أي من الانتخابات التمهيدية أو المؤتمرات الحزبية للحصول على مندوبين”[5].

2 – المرحلة الثانية الانتخابات التمهيدية

تبدأ في هذه المرحلة الانتخابات التمهيدية (انتخابات التصفية) في مختلف الولايات الأمريكية في شهر كانون الثاني/يناير من عام الانتخابات، ويخوض المرشحون منافسة ضد زملائهم من أعضاء نفس الحزب للفوز بترشيح الحزب لخوض الانتخابات الرئاسية.

يتم في هذه المرحلة اختيار مرشح الحزب الذي سيخوض الانتخابات الرئاسية أمام مرشحي الأحزاب المنافسة. ويتعيّن على الناخبين المؤيدين لأحد الأحزاب السياسية أن يختاروا مرشح واحد من مرشحي هذا الحزب.

3 – المرحلة الثالثة المؤتمرات الحزبية

وفيها يتم تنظيم مؤتمرات الأحزاب والتي تعد واحدة من أكثر الأحداث إثارة في السياسة الأمريكية. حيث يصل وفد كل ولاية إلى القاعة التي يعقد فيها المؤتمر القومي للحزب يحمل لافتة عليها اسم مرشح الحزب الذي يتمتع بتأييده. وعادة يكون الحزب قد كون فكرة عن مرشحه لخوض الانتخابات الرئاسية بحلول هذه المرحلة. ويقوم وفد كل ولاية باختيار مرشحه لخوض الانتخابات الرئاسية رسميًا.

يشارك في اجتماعات المؤتمرات الحزبية عدد من الأشخاص، ربما لبضع ساعات، قبل أن يصوتوا على مرشحهم المفضّل، عن طريق إحصاء الأصوات أو برفع الأيادي. وقد تعقد المؤتمرات في مواقع مختارة قليلة فقط، إذ إنه لا يمكنك الذهاب إلى أحدها والإدلاء بصوتك. لذلك، تناسب المؤتمرات الحزبية المرشحين الذين يجيدون بث الحماس في أنصارهم للمشاركة. و بيرني ساندرز مثال على ذلك.

كانت المؤتمرات الحزبية تحظى بشعبية كبيرة سابقًا، لكن الديمقراطيين هذا العام، يقيمون أربعة فقط في الولايات المتحدة، في ولايات نيفادا وداكوتا الشمالية وويومينغ وآيوا.

ينعقد المؤتمر القومي للحزب عادة في الصيف لاختيار المرشح النهائي للانتخابات، ويشارك فيه أعضاء وفود الحزب القادمة من الولايات المختلفة يتم خلال هذا المؤتمر انتخابات التصفيات فيختار الناخبون أعضاء الوفود مرشّح الحزب النهائي للانتخابات ويعلنون غالبًا تأييدهم مرشّحًا معينًا، ويحتاج المتنافسون على ترشّح الحزب إلى أغلبية من هؤلاء الأعضاء في مؤتمر الحزب للفوز بالترشُّح. ويفوز بترشيح الحزب المرشح الذي يختاره أكبر عدد من الوفود، كما يحصل على دعم منافسيه داخل الحزب أيضا، ثم يقوم المرشح الفائز باختيار نائبا له يخوض معه حملته الانتخابية.

4 – المرحلة الرابعة التركيز على الحملة الانتخابية

يكثف المرشحون المتنافسون من الأحزاب السياسية الأمريكية المختلفة تركيزهم في هذه المرحلة على الحملة الانتخابية. وتعاد صياغة سياسات كل مرشح لتأخذ في الحسبان مطالب أنصار منافسيه السابقين داخل حزبه. وهذه المرحلة من سباق الانتخابات تستغرق وقتًا أقصر مما تستغرقه انتخابات التصفيات داخل الأحزاب.

5 – المرحلة الخامسة الانتخابات العامة

تبدأ في هذه المرحلة “الانتخابات العامة”، وتُجرى عادة في أول يوم ثلاثاء يلي أول يوم اثنين في شهر تشرين الثاني/نوفمبر ويُطلق عليه “الثلاثاء الكبير”. يتوجه الناخبون في هذا اليوم إلى صناديق الاقتراع لاختيار مرشحهم لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية. ثم تُفرز الأصوات وتُعلن النتائج الأولية للانتخابات تتم عادة خلال 12 ساعة من إغلاق مراكز الاقتراع.

وبعد فرز الأصوات تنتقل العملية الانتخابية إلى الهيئة الانتخابية. حيث يجتمع أعضاء المجمع الانتخابي للتصويت على اختيار الرئيس ونائبه في أول يوم اثنين في أعقاب ثاني يوم أربعاء في شهر كانون الأول/ديسمبر فى سنة الانتخاب.[6]

عمومًا، يوجد 538 مندوبًا (ناخبًا) من مختلف الولايات الأمريكية. المرشح الفائز هو من يحصل على 270 صوتًا انتخابيًا على الأقل في المجمع الانتخابي، ويعدّ هذا الشخص هو الفائز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

وفي حال عدم حصول أي من المرشحين للرئاسة على أغلبية أصوات الهيئة الانتخابية (أي 270 صوتًا)، وكذلك في حال عدم حصول أي من المرشحين لمنصب الرئيس على أغلبية أصوات الهيئة الانتخابية، يتوجب على مجلس النواب أن يقرر المرشح الفائز، حيث يقوم أعضاء مجلس النواب بالإدلاء بأصواتهم لاختيار المرشح الفائز بمنصب الرئيس، ويكون لكل عضو صوت واحد.

أما في حالة المرشحين لمنصب نائب الرئيس، فيتوجب على مجلس الشيوخ أن يقرر المرشح الفائز، حيث يقوم أعضاء مجلس الشيوخ بالإدلاء بأصواتهم لاختيار المرشح الفائز بمنصب نائب الرئيس، ويكون لكل عضو صوت واحد[7] .

يبيّن الرسم أدناه الجدول الزمني للتواريخ المهمة في حملة الانتخابات الرئاسية في عام 2016. وستتم الانتخابات الرئاسية الأمريكية وفق الجدول الزمني نفسه مع استبدال عام 2020 بعام 2016.

الشكل الرقم (2)

الجدول الزمني للتواريخ المهمة في حملة الانتخابات الرئاسية لعام 2016

المصدر: جون هوداك، ماذا تعني الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016 بالنسبة إلى الشرق الأوسط؟ الإثنين 22 شباط/ فبراير 2016، مصدر السابق.

رابعاً: دور الحكومة الفدرالية في الانتخابات

تدير وزارة العدل وتنفذ القوانين الأساسية للانتخابات، بحيث لا يتم انتهاك هذه القوانين من جانب بعض الولايات، كما تقوم وزارة الأمن الداخلي بتأمين الحماية اللازمة لعملية الانتخابات من أي هجمات خارجية سيبرانية، يدعمها في ذلك العديد من الوكالات الأمنية الأخرى.

وتقوم “لجنة المساعدة الانتخابية” و”اللجنة الاتحادية للانتخابات” بمهمات ترتبط ببعض الإجراءات المنظمة، والمساعدة في إجراء الحملات الانتخابية وعملية الاقتراع نفسها. وتشمل الأدوار الاتحادية أنشطة مثل:

  • توفير بيانات مكتب الإحصاء للولايات لتسهيل إعادة تقسيم الدوائر.
  • منذ عام 2002، توفير بعض التمويل للولايات لرفع مستوى المعدات والأجهزة المستخدمة في عمليات للاقتراع.
  • تيسير التبادل الطوعي للمعلومات وأفضل الممارسات بين الولايات.
  • تنظيم تمويل الحملات الانتخابية في الانتخابات الرئاسية.
  • حظر التمييز بين الناخبين على أساس اللون أو العرق أو اللغة في الانتخابات.
  • مساعدة الولايات في مواجهة أي تهديدات تتجاوز قدراتها الذاتية)[8] .

من الصعب التنبؤ بنتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية. لأنها تشهد منافسة محتدمة إلى حدّ ما، وعادة يفوز بها مرشحون من مناصب عليا كنائب رئيس أو سيناتور أو حاكم. إنما كانت المرة الوحيدة التي تمّ فيها انتخاب رئيس أمريكي من دون أحد هذه الألقاب مع دوايت أيزنهاور في عامي 1952 و1956. ومنذ عام 1788، كان كلّ مرشحي الحزبين الرئيسين من الرجال، وحتى عام 2008، كان جميعهم بيض. المرشح الوحيد من السود كان باراك أوباما فاز عام 2008 بالانتخابات، وجميع المرشحين الفائزين كانوا مسيحيين. 

خامساً: الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2016

تأتي الانتخابات الرئاسية الأمريكية بمفاجآت، أما حملة انتخابات عام 2016 أتت بمخزون غير متناهٍ من الصدمات والارتباكات. أتت المفاجأة من مجموعة متنوعة من الأسئلة:

  • من يبلي حسنًا؟
  • من أداؤه أقل من المطلوب؟
  • ما هي القضايا التي تتمّ مناقشتها؟

بلغ عدد المرشحين 23 مرشحًا، فاز منهم مرشّحٌ واحدٌ في نهاية المطاف وأصبح رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية، خلفًا للرئيس باراك أوباما. كان للمرشحين والقضايا التي يناقشونها آثار بعيدة المدى، ليس بالنسبة إلى السياسة الأمريكية العامة فحسب، لكن للقيادات والسياسات أيضًا في مختلف أنحاء العالم[9].

يمكن القول إنّ المرشحين لانتخابات عام 2016 متنوعون جدًا من الناحية الديمغرافية وهم:

  • بن كارسون أمريكي من أصل أفريقي.
  • وتيد كروز وماركو روبيو من أصول لاتينية.
  • وبوبي جندال أمريكي من أصلٍ هندي.
  • هيلاري كلينتون وكارلي فيورينا امرأتان.
  • وبيرني ساندرز يهودي.

وثلاثة من المرشحين لم يشغلوا من قبل منصبًا منتخبًا، وهم:

  • دونالد ترامب.
  • بن كارسون.
  • كارلي فيورينا.

تنافس في السباق النهائي للانتخابات كل من هيلاري كلينتون ورونالد ترامب:

فاز في هذا السباق الرئيس رونالد ترامب وأصبح رئيسًا للولايات المتحدة الامريكية، ويعمل جاهدًا للحصول دورة رئاسية ثانية في انتخابات عام 2020 منافسًا لمرشح الديمقراطيين جو بايدن.

سادسًا: الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2020

يبدو أنّ الخطاب في الحملة الانتخابية ربما لا يُترجم إلى واقع، إلا أنه يمكن أن يشير إلى نوع الخطاب الذي سيصدر من البيت الأبيض في عهد الرئيس المنتخب. أما التصريحات المتعلّقة بالسياسة الخارجية والتنفيذ فهما  متساويان من حيث الأهمية، في بعض الأحيان. لكن من المؤكّد البيت الأبيض سيكون أكثر هدوءًا وأقل عدوانية لو فاز جو بايدن. ومن المرجح أن تكون السياسة الخارجية متعاونة ومنسّقة وتعمل من وراء الكواليس. من الناحية الأخرى، قد يكون دونالد ترامب أكثر فظاظة. وستكون خطاباته، ترجمة أو لم تُترجم مباشرة إلى أفعال، مليئة بالتهديد بالحرب والعبارات القاسية والتباهي. وقد ينجح هذا النهج في بعض السياقات، أما في سياقات أخرى، فيمكن أن يقوّض الجهود الدبلوماسية وجهود السياسة الخارجية المنسقة إلى حدّ كبير التي كان من الممكن أن تؤدي إلى خفض عدد الضحايا وسيلان الدماء في العالم.

“في النهاية، سيكون لهوية الرئيس القادم الذي ستنتخبه الولايات المتحدة تأثير كبير على اتجاه السياسة الخارجية، ولا سيّما على أساس كلّ قضية على حدة. وقد تشهد الخيارات في شأن الاتفاقات والشراكات والصفقات والتحالفات القائمة تغيّرات في ظلّ الإدارة المقبلة. ولكن ينبغي وضع تغييرات السياسة الخارجية الأمريكية في سياقها. وغالبًا ما يكون خطاب مرشحي الرئاسة صيغةً مبالغة عن معتقداتهم الحقيقية أو الإجراءات التي سيتخذونها إذا تمّ انتخابهم. وفي كثير من الأحيان، من أجل فهم ما ستكون عليه الإدارة القادمة، إنّ قراءة ما بين السطور أهمّ من قراءة السطور بحد ذاتها”[10].

ثمة شيء واحد مؤكد وثابت بين جميع المرشحين للرئاسة، في السياسة الخارجية الأمريكية، وهو أنّهم ملتزمون بعلاقة قوية ودائمة ومتبادلة مع إسرائيل. ويعتبر المرشحون الرئاسيون من الحزبين الرئيسين أنّ تحالف الولايات المتحدة مع إسرائيل يعد من بين التحالفات الأهم والأكثر استراتيجية في العالم.

تتشابه آراء المرشحين الرئاسيين في شأن منطقة الخليج العربي. ولم يسعَ أي مرشح للحدّ من علاقة الولايات المتحدة مع دول الخليج العربي أو إعادة النظر فيها. وفي الواقع، أشار المرشحان إلى أهمية وجود الدول المستقرة في المنطقة كشركاء اقتصاديين، وعسكريين، واستراتيجيين في المجالات كلها. “إنّ التحالفات مع دول مثل المملكة العربية السعودية، ومصر، والأردن، وقطر، والإمارات العربية المتحدة، وغيرها غايةً في الأهمية بالنسبة إلى الولايات المتحدة وقدرتها على العمل في مختلف أنحاء العالم. وستبقى تلك التحالفات على حالها أو يتم تعزيزها، وبخاصة مع استمرار المعركة ضدّ الدولة الإسلامية. وفي الواقع، تبقى ضرورة الحفاظ على علاقات مستقرة وفعالة ومثمرة مع دول مجلس التعاون الخليجي أمرًا ضروريًا بالنسبة إلى الجمهوريين إذا كانوا يرغبون في زيادة القوة العسكرية الأمريكية في المنطقة، وذلك نظرًا لاستضافة هذه البلدان القواعد الأمريكية”[11].

1 – السياسة الداخلية

يرغب المرشحون للرئاسة في الانتخابات الأمريكية، من مختلف الأحزاب بمناقشة قضايا متنوعة. قد تكون في بعض الأحيان مجموعة من القضايا المهمة بالنسبة لأحد المرشحين وغير مهمة بالنسبة لمرشح آخر. ويقوم  المرشحون بالتحدث بطريقة تجعل من الصعب على الناخبين المقارنة بين سجلاتهم. إلا أنّ انتخابات العام 2020 مختلفة حتى الآن. فالحزبان الرئيسان مهتمّان بالحديث عن القضايا والمشاكل نفسها، ويقدّمان مقترحات مختلفة إلى حدّ كبير في شأن كيفية حلّ هذه المشاكل.

تتمحور أهم قضايا السياسة الداخلية حول الاقتصاد. هذا مسار معقول بالنسبة للديمقراطيين وجهد استراتيجي من قبل الجمهوريين. فيحاول الجمهوريون الاستفادة من الاقتصاد الناجح إلى حدّ ما في عهد الرئيس ترامب. “تظهر أبحاث العلوم السياسية في شأن الانتخابات الأمريكية أنه حين يكون الاقتصاد في حالة ازدهار، يميل الحزب الحاكم إلى البقاء في السلطة”. من خلال المؤشرات الاقتصادية التالية: معدلات نمو ونظم مالية مستقرة، ارتفاع قيم أسواق الأسهم القيادية. يتباهى الجمهوريين بهذه النجاحات في عهد ترامب على أمل تحويل هذه المكاسب الاقتصادية إلى أصوات في الانتخابات الرئاسية 2020.

وفي الوقت عينه، يقرّ الديمقراطيون وبعض الجمهوريين أنّ الانتعاش الاقتصادي في عهد ترامب لم يساعد الأمريكيين جميعًا بالطريقة عينها. لقد تدفق العديد من المكاسب إلى الفئة الأغنى ورجال الأعمال والشركات الكبرى، لذلك يتحدّث الديمقراطيون عن قضايا عدم المساواة وكيفية مساعدة الطبقتيْن المتوسطة والفقيرة في البلاد.

يركّز الديمقراطيون على الاقتصاد، متحدّثين عن الانتعاش بوصفه ضعيفًا وغير عادل. يتحدثون عن عدد الأمريكيين الذين لا يزالون عاطلين من العمل وعدد أولئك من بين الذين وجدوا فرص عمل جديدة يكسبون مالًا أقل من قبل الركود في عام 2008. يوضحون أنّ النمو الاقتصادي كان بطيئًا جدًا وغير قادر على تشغيل الاقتصاد. وفي حين يقول الجمهوريون: “يمكننا أن نحقق لكم المزيد”، يواجههم الديمقراطيون بالقول: “لقد خذلكم ترامب”.

وتشمل قضايا السياسة الداخلية مناقشة قوانين حيازة السلاح وسياسة الهجرة وقضايا المرأة (بما في ذلك المساواة في الأجر والحصول على التعليم والحقوق الإنجابية). لكل من الطرفين وجهات نظر مختلفة في شأن كيفية معالجة هذه القضايا أو حتى مناقشتها، ولكنها تشكل جزءًا أساسيًا من المناظرة حول السياسة الداخلية.

2 – السياسة الخارجية

لم يركز السباق الرئاسي لعام 2020 على السياسة الداخلية فقط، بل كان للسياسة الخارجية دور مهم أيضًا، بحيث تشكّل السياسة الخارجية جزءًا مهمًا من أي حملة انتخابات رئاسية، نظرًا إلى دور الرئيس كقائد أعلى للقوات المسلحة الأمريكية ودور أمريكا في الساحة العالمية. لذا أصبحت السياسة الخارجية موضع التركيز المهيمن على حملات مرشحي كلا الحزبين.

يرغب الطرفان (الجمهوريون والديمقراطيون) في انتخابات عام 2020، في رسم مستقبل السياسة الخارجية الأمريكية؛ فيناقش الديمقراطيون مسألة السياسة الخارجية من المنطلق الاعتيادي، ويرون أنّ قيادة الرئيس ترامب الفاشلة قد تسببت بالعديد من المشاكل في مناطق عديدة في العالم كمنطقة الشرق الأوسط، وأفريقيا، وجنوب شرق آسيا، والصين، وروسيا، وشبه جزيرة القرم، وأوروبا[12].

وكان دونالد ترامب في حملته الانتخابية عام 2016 قد اقترح “فرض حظر على جميع المسلمين الذين يدخلون إلى الولايات المتحدة، واقترح أيضًا إغلاق المساجد وتسجيل جميع المسلمين الموجودين أصلًا في البلاد في قاعدة بيانات تديرها الحكومة. اعترف دونالد ترامب، أكثر من أي مرشّح آخر، بواقع الغضب وكراهية الأجانب، وعزّز ذلك الدعم. وما يبدو مسيئًا أو غير مناسب للبعض يروق كثيرًا لجزء كبير من الناخبين الجمهوريين، ويعكس الدعم الذي يحظى به ترامب هذا الواقع”[13].

سابعاً: ثلاثة عوامل حاسمة

مع انتهاء محاكمة اتهام ترامب الآن، نعتقد أن ثلاثة عوامل ستكون حاسمة بالنسبة إلى نتائج الانتخابات، وهو ما سيؤثر على تداول الأسواق خلال العام: الاقتصاد، المرشح الديمقراطي وولايات الغرب الأوسط.

1 – الاقتصاد

ربما يكون الاقتصاد هو العامل الأكثر أهمية، على الأقل إذا استخدمنا التاريخ كدليل. ما يسمى بمؤشر البؤس، والذي يتضمن مجموع البطالة والتضخم، ويشير إلى حالة الاقتصاد، كان “متنبئًا” جيدا لنتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

بعد أيزنهاور، توقع متوسط ​​التغيير المتحرك لمدة 12 شهرًا في مؤشر البؤس نتائج إعادة انتخاب الرئيس ست من أصل ثماني مرات. هذا، على سبيل المثال، أكثر دقة من درجات الموافقة في بداية سنوات الانتخابات. علاوة على ذلك، يمكن أن يعزى الأخطاء في مؤشر البؤس في 1976 و 1992، على التوالي، إلى فضيحة ووترغيت والاقتصاد الأمريكي الذي كان في حالة ركود بالفعل في 1990-1991.

وبالتالي، فإن ضربات الركود ستكون خطرًا أكبر على فرص إعادة انتخاب ترامب، مقارنةً بتصنيفات الموافقة التي تنخفض بسبب القضايا غير الاقتصادية.

2 – المرشح الديمقراطي

رشح الحزب الديمقراطي رسميًا جو بايدن لمنافسة الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في الثالث من تشرين الثاني/ نوفمبر 2020. ويرى الكاتب بيتر بول أنه ربما يكون الرجل الذي قد يحول دون بقاء دونالد ترامب في البيت الأبيض لمدة أربع سنوات أخرى.

قد يحرم جو بايدن ترامب من فرصة البقاء في البيت الابيض لأربع سنوات أخرى. بالنسبة إلى مؤيديه، هو خبير في السياسة الخارجية وصاحب عقود من الخبرة في واشنطن ومتحدث مقتدر وصاحب لسان فصيح، بمقدوره الوصول إلى الناس العاديين ورجل واجه بشجاعة مآس شخصية كبيرة متعددة. أما بالنسبة إلى مناوئيه فهو ابن مؤسسة الحكم في واشنطن وصاحب زلات لا تصدق أحيانًا، فهل يملك ما يلزم لطرد ترامب من البيت الأبيض؟[14].

3 – ولايات الغرب الأوسط

ساعدت ولايات قليلة في الغرب الأوسط – ميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن – في قلب الانتخابات الرئاسية لعام 2016 لمصلحة ترامب. كانت هذه الولايات ديمقراطية منذ أوائل التسعينيات، وتمكن ترامب من تحويلها إلى الجمهوريين بهامش صغير. من المرجح أن يحدث جزء كبير على نحو غير متناسب من الحملة الرئاسية في هذه الولايات، ومن المرجح أيضًا أن تؤثر الاستطلاعات التي تظهر خيوطًا كبيرة على كلا الجانبين في الأسواق.

ثامناً: الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2020  والاقتصاد

ستكون الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة موضوعًا رئيسيًا للأسواق المالية في عام 2020. وعادة ما يكون الاقتصاد أفضل في سنوات الانتخابات، ولكن هذا العام قد يكون مختلفًا. ستتجه الأنظار إلى نتيجة الانتخابات الأمريكية لهذا العام التي ستُجرى في 3 تشرين الثاني/نوفمبر 2020. من الناحية التاريخية، تعطي سنوات الانتخابات عادة دفعة للاقتصاد الأمريكي، لكن الظروف مختلفة هذه المرة.

هل ستكون الانتخابات هذا العام مختلفة في الشأن الاقتصادي؟

هذه المرة، يمكن أن تكون الانتخابات الأمريكية مختلفة في الشأن الاقتصادي  لسببين[15]:

الأول: قام الرئيس ترامب “بخفض” التسهيل المالي خلال عامي 2018 و 2019 – السنة الثانية والثالثة من رئاسته – من خلال التخفيضات الضريبية وزيادة الإنفاق الحكومي. جاءت هذه الإجراءات، التي من المحتمل أن تضيف 0.5-1 بالمئة – إلى معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي كل عام، في وقت كان فيه الاقتصاد الأمريكي ينمو بالفعل فوق الإمكانات. وبالتالي، تتعارض السياسات مع الطبيعة المعتادة المعاكسة للدورة الاقتصادية للموازنة المالية (انظر الشكل الرقم (3)).

الشكل الرقم (3)

أداء الاقتصاد الأمريكي في السنوات الانتخابية وباقي السنوات

نمو الناتج المحلي الإجمالي والسياسة المالية

الثاني: حالة الكونغرس الآن هي أكثر انقسامًا مقارنة بعام 2018. لذلك من غير المرجح أن تدعم الأغلبية الديمقراطية في مجلس النواب جولة أخرى من الحوافز المالية المهمة، وبخاصة نظرًا إلى أن معدلات موافقة ترامب على الاقتصاد أعلى كثيرًا مقارنة بتقديراته الإجمالية.

من جانب آخر، ربما لا يكون التقشف المالي مستساغًا للديمقراطيين أيضًا، لأنهم يستعدون للحملة الرئاسية. لذلك نتوقع أن تكون السياسة المالية محايدة إلى حد ما في عام 2020.

من المرجح أن تتخذ الأسواق احتمالات تحسن لفوز بايدن على أنها أخبار إيجابية إلى حد ما. خطر النيران الصديقة في الحرب التجارية سينخفض ​​حتى لو لم يكن من المحتمل أن يتم خفض الرسوم الجمركية. لكن التأثير إيجابي إلى حد ما، حيث وعد بايدن بإلغاء التخفيضات الضريبية لترامب على الأقل بالنسبة إلى الفئات الأعلى دخلًا، الأمر الذي سيكون له بعض التأثير السلبي في الاقتصاد على المدى المتوسط.

تاسعاً: سيناريوهات محتملة لنتائج الانتخابات الأمريكية 2020

توجد عدة سيناريوهات محتملة لنتائج الانتخابات الأمريكية 2020 أهمها سيناريوهان[16]: الأول أربع سنوات أخرى مع ترامب؛ والثاني فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن.

1 – أربع سنوات أخرى مع دونالد  ترامب

أعاد  ترامب التفاوض في كل الاتفاقات التجارية الأمريكية التي تضرّ بمصالح الولايات المتحدة وألغى عدد منها، وأجج الحرب التجارية مع الصين، بحجة أنه قادر على التفاوض على صفقات أفضل. وكان لإعادة التفاوض في هذه الاتفاقات تأثير كبير في العلاقات التجارية وفق الاتفاقات القائمة مع منطقة الخليج العربي، ويؤيد ترامب استخدام حروب التعرفة، حتى ضدّ دول مثل الصين، التي قال “إنها “لا تلعب وفقًا للقواعد”. كما يقول إن على الولايات المتحدة التدخل في الصراعات في أنحاء العالم فقط عندما يكون تهديدها مباشرًا على البلاد، وليس لأغراض إنسانية فحسب. وأخيرًا، يؤيد ترامب الدكتاتوريين في مختلف أنحاء العالم إذا كانوا يضمنون الاستقرار”.

إن تحسين استطلاعات ترامب سيكون له تأثير سلبي معتدل على الشعور بالخطر. تلقت الحرب التجارية معظم اللوم على تباطؤ التصنيع العالمي، ويأتي مصطلح ترامب الثاني مع ارتفاع مخاطر التصعيد، وبخاصةٍ تجاه صناعة السيارات الأوروبية. لكن التأثير سلبي إلى حد ما، نظرًا إلى أن الأسهم الأمريكية في أعلى مستوياتها على الإطلاق مدعومة بضغط ترامب المستمر على الاحتياطي الفدرالي والدفع الهائل للاقتصاد من التخفيضات الضريبية وإلغاء القيود.

“أدت المكالمة الهاتفية بين ترامب ونظيره الأوكراني إلى مساءلة ترامب من قبل مجلس الشيوخ لكن محاولة عزله باءت بالفشل بسبب الاغلبية التي يتمتع بها الجمهوريون في مجلس الشيوخ، وكانت مناورة سياسية ما كان بايدن يرغب بالتورط فيها”[17].

2 – فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن

بدأ بايدن نشاطه السياسي قبل ولادة العديد من الناخبين الحاليين، وبدأت مسيرته المهنية في واشنطن في مجلس الشيوخ الأمريكي في عام 1973، وشارك في أول حملة لانتخابات الرئاسة في عام 1987. فهو صاحب خبرة كبيرة في العمل السياسي في العاصمة، أمضى فيها ثلاثة عقود عضوًا في مجلس الشيوخ وثماني سنوات كنائب للرئيس أوباما، لكن هذا النوع من السيرة الذاتية الطويلة غير مفيد في كل الأوقات.

ربما كان بايدن محظوظًا حين تم اختياره نائبًا لأول رئيس أسود في تاريخ الولايات المتحدة باراك أوباما. وقد وصف الرئيس أوباما بأنه “أول أمريكي أفريقي طليق اللسان ولامع ونظيف ووسيم”. وبوصفه نائبًا للرئيس أوباما عام 2009 أثار بايدن الفزع لدى بعض الناس، خلال الأزمة المالية العالمية، حين قال: هناك “احتمال بنسبة 30 بالمئة بأننا سنخطئ في تعاملنا مع المسألة الاقتصادية”.

من المهم ألا نفترض أنّ ما يقوله المرشح في حملته الانتخابية سيصبح سياسة بعد أدائه اليمين الدستورية. تشتهر الحملات الانتخابية الرئاسية بتصريحات المرشحين المبالغ فيها، ووعودهم المفرطة، وجهودهم المبالغة لتمييز أنفسهم عن منافسيهم. وبخاصةٍ في مجال السياسة الخارجية. “ولكن رغم تلك الشكوك، ثمة عدة استنتاجات يمكن أن يأخذها الأمريكيون والمتابعين خارج الولايات المتحدة من حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية تمكنهم التنبؤ بشكل السياسة الخارجية للإدارة المقبلة”[18].

يلاحظ أنّ خطاب المرشحين الرئاسيين الأمريكيين لا يُترجم دائمًا على أرض الواقع بعد تسلّمهم المنصب، خير مثال على ذلك معتقل غوانتانامو في كوبا، حيث انتقد باراك أوباما خلال حملته الرئاسية الأولى المعتقل، وشكك في فائدته والجدوى منه، وأعلن عن نيته إغلاقه. وبعد أكثر من سبع سنوات على توليه الرئاسة، لم يتمّ إغلاق المعتقل.

 

قد يهمكم أيضاً  الانتخابات الرئاسية الأمريكية وأجندة السياسة الخارجية ما بين دونالد ترامب وجو بايدن

#مركز_دراسات_الوحدة_العربية #الانتخابات_الأميركية #الانتخابات_الرئاسية_الأمريكية #مرشحو_الانتخابات_الأمريكية #البيت_الأبيض #دونالد_ترامب #المرشحين_الرئاسيين_الأمريكيين #مجلس_الشيوخ_الأمريكي #المجمع_الانتخابي_الأمريكي #الأحزاب_الأمريكية