بداية أود أن أشرح أن ميزة الطابع البريدي هي أنه وثيقة رسمية، سياسية تاريخية جغرافية تراثية فنية، لا يمكن إلغاؤها أو تزوير محتواها بعد مرور الزمن.

من هنا أردت توثيق التجربة الناصرية ودور الزعيم جمال عبد الناصر في مراحل مختلفة ومتعددة من خلال الطوابع البريدية، وستجدون في المقال سردها.

كان عبد الناصر ظاهرة فذّة ميزت مصر والوطن العربي وبلدان أفريقيا وآسيا معاً، ثم بلدان عدم الانحياز، في التحرر ودعم الثورات للتحرر من نير الاحتلال، ثم النهوض الصناعي والزراعي والاقتصادي بوجه عام. لذا نجد الكثير من البلدان العربية والأفريقية والعالمية أطلقت اسم جمال عبد الناصر على شوارع وميادين رئيسية فيها.

بدأ الزعيم مصرياً، بعد الثورة مباشرة، بالإصلاح الزراعي عام 1953 والإعداد للبناء السياسي وبدء محادثات جلاء القوات البريطانية عام 1954 وإجلائها عام 1956، وكسر احتكار السلاح عام 1955، ثم البدء بالإعداد لبناء السد العالي الذي استدعى تمويله تأميم قناة السويس عام 1956، وكان ذلك مع دعم الثورة الجزائرية بدءاً من عام 1954 سببين أديا لاحقاً إلى شن العدوان الثلاثي البريطاني – الفرنسي – الصهيوني على مصر عام 1956؛ وقد دُحر ذلك العدوان عامي 1956 و1957، وأعيدت الملاحة إلى القناة وحُرِّرت غزة وسيناء. ثم البدء بالتصنيع الثقيل والخفيف عام 1957 وبتطبيق القوانين الاشتراكية عام 1961، وإشهار الميثاق الصادر عن القوى الوطنية والشعبية الذي أسس بعده الاتحاد الاشتراكي العربي عام 1962، الذي حل مكان الاتحاد القومي عام 1957، الذي كان بدوره قد حل مكان هيئة التحرير عام 1953 بعد الثورة. ثم كان تطلع الزعيم إلى التنمية وأهمية النفط في القرار السياسي قبل بروز دوره لاحقاً في الحروب والدعوة إلى إنشاء الأوبك عام 1960، وكذلك أهمية الاتصالات، سواء البريدية أو السلكية واللاسلكية، قبل الثورة العالمية في مجال الحاسوب والاتصالات عبر الفضاء.

ثم نراه عربياً بوضع القضية الفلسطينية شغله الشاغل وإبراز قضية اللاجئين وحق العودة في المحافل الدولية ودعمه للثورات العربية وطموحه الدائم إلى الوحدة العربية كأهم العوامل للتحرير والنهضة؛ فبدأ بالوحدة مع سورية عام 1958 وانضمام اليمن كونفدرالياً للوحدة، ثم بعد مأساة الانفصال عام 1961 ثم بمحاولة الوحدة الثلاثية مع العراق وسورية عام 1963 وبعدها الوحدة الثنائية مع العراق عام 1964، ثم لاحقاً مع السودان وليبيا عام 1970. إضافة إلى ذلك كان داعياً دائماً الدول العربية من خلال جامعة الدول العربية إلى الانضمام إلى معاهدة الدفاع المشترك منذ عام 1953، والدعوة إلى مؤتمري القمة عامي 1964 و1965 اللذين أسسا منظمة التحرير الفلسطينية والقيادة العربية الموحدة وهيئة تحويل روافد نهر الأردن.

ونراه أفريقياً داعماً لحركات التحرر في البلدان الأفريقية وعارضاً قضاياها في المحافل الدولية، ثم أحد المؤسسين لمنظمة الوحدة الأفريقية عام 1963 وداعياً إلى الوحدة والتنسيق ما بين بلدانها. وكان قبلها داعياً إلى التعاون والتنسيق ما بين البلدان الآسيوية والأفريقية متألقاً في خطابه في مؤتمر باندونغ عام 1955.

ثم نراه متوسعاً في مفهومه الأفرو-آسيوي ليضم بلدان أمريكا اللاتينية وليطور الإطار ويصبح أحد مؤسسي حركة عدم الانحياز عام 1961 في ظل وجود القطبين العالميين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفياتي.

هنا لا ننسى خطابه الشهير في هيئة الأمم المتحدة عام 1960 مذكراً بالنضال ضد الاحتلال في آسيا وأفريقيا وحقوق الشعب الفلسطيني وثورة الجزائر ونزع السلاح وداعياً إلى السلم والعدالة والتقدم الدولي.

 

للإطلاع على ملف عبد الناصر في طوابع البريد العربية والعالمية:

https://drive.google.com/file/d/1J61j-JGY-XkUm6vAmF9NXSJsZekeG_XD/view

https://drive.google.com/file/d/1RYObpNsYCoYpSaQBR3uFEZTp_BxEJzUw/view

https://drive.google.com/file/d/1JW-2Uo-LPXM2W1f03cFMxilouxZ0QNma/view

https://drive.google.com/file/d/1EQHiZBNTMRPzkDDYxPXI7HODrshMrZx4/view

https://drive.google.com/file/d/19KoAvoAUviiT-Ld0Q31sZS-KF0DdxFwr/view

https://drive.google.com/file/d/1_94sYpJhfYocyEXiENS5LJmjDm6TDTBC/view