لماذا يحتج الناس؟ لماذا وكيف خرج آلاف المواطنين المصريين فجأة إلى الشوارع ضد نظام مبارك في «25 يناير» 2011 بعد سنوات من الركود والاحتجاجات المحدودة التي لم يكتب لها النجاح؟ وكيف تمت التعبئة للمشاركة في انتفاضة 2013 التي أطاحت بالرئيس محمد مرسي؟ لماذا يختار الأفراد غير الأعضاء في المجموعات السياسية المشاركة في احتجاجات ثورية في ظل نظام استبدادي؟
هذه عيِّنة من الأسئلة التي تسعى مؤلفة هذا الكتاب إلى الإجابة عنها، مستندة إلى 170 مقابلة أجرتها في مصر خلال الربيع العربي. ويتبين للمؤلفة أن الأفراد هم عناصر عقلانية تتأثر قراراتهم بالاحتجاج أو عدم الاحتجاج بالتفاعل بين هياكل الفرص السياسية، وتعبئة الهياكل، وتأطير العمليات. ويتم ترتيب التفضيلات الفردية في عملية صنع القرار من خلال الآليات العاطفية التي يتم تفعيلها من قبل حالات محددة.
تستكشف المؤلفة كيف أن وسائل الإعلام الاجتماعية، والقمع الحكومي العنيف، والتغييرات في الفرص السياسية، والعسكرية أثرت في القرارات الفردية للاحتجاج أو عدم الاحتجاج خلال ثورة «25 يناير، وانتفاضة 30 يونيو» 2013.