المؤلف: إبراهيم علاء الدين الشريف

مراجعة: قسم التوثيق والمعلومات في مركز دراسات الوحدة العربية

الناشر: دار غيداء للنشر والتوزيع، عمّان

سنة النشر: 2018

عدد الصفحات: 410

 

يتناول هذا الكتاب – كما يأتي في تعريفه – المواطنة بوصفها حالة الانتماء إلى مجتمع واحد يضمه بشكل عام رابط اجتماعي وسياسي وثقافي وقانوني موحد في دولة معينة. وهي تستند إلى «التعاقد» على غرار نظرية «العقد الاجتماعي» لجان جاك روسو؛ التي تشدد على أن للمواطن حقوقاً يجب أن تقدم إليه وهو في الوقت نفسه عليه واجبات يلتزم بتأديتها، مشاركاً بذلك «كمواطن فاعل» في رفع مستوى مجتمعه الحضاري.

من هنا يؤكد الكتاب أهمية المواطنة بوصفها فكرة اجتماعية وقانونية وسياسية يصعب من دونها تطور المجتمع الإنساني والرقي بالدول إلى العدل والمساواة وسيادة القانون. وهي مطلب مشروع وممكن عن طريق إشراك المواطنين بالحكم بصورة ديمقراطية وضمان حقوقهم وواجباتهم على قدم المساواة. ويتطلب ذلك نشر ثقافة المواطنة والديمقراطية لممارسة حقوق المواطنة من خلال بناء قواعد قانونية تضمن حقوق المواطنة السياسية والقانونية إلى جانب وجود آلية لرصد أي انتهاكات لحقوق المواطنة والتصدي لها.

على أن تحقيق المواطنة لا يرتكز على التعاقد فحسب، بل يتطلب وجود مقومات عديدة من أبرزها، وجود دولة مدنية ديمقراطية في جوهرها، إذ يصعب الحديث عن مواطنة في إطار دولة استبدادية تؤسس لمجتمع الرعايا ولا مجال للتعاقد فيها أو دولة دينية تستند إلى المشروعية الدينية.

يبقى أن الكتاب يمثل مساهمة في دراسة جوهر المواطنة، ويمكن الإفادة منها لدراسة ما حققته المجتمعات العربية من تقدم في ممارسة مفهوم المواطنة، وآفاق تحول هذه المجتمعات من مجتمعات رعايا إلى مجتمعات مواطنين.