المصادر:
(*) نُشرت هذه الدراسة في مجلة المستقبل العربي العدد 460 في حزيران/يونيو 2017.
(**) موسى علاية: مدرس بجامعة صنعاء، قسم العلوم السياسية، وباحث وخبير في جامعة رادبوت – نيميخن، مركز الدراسات التنموية – هولندا.
البريد الإلكتروني: m.elayah@maw.ru.nl
[1] Jessica Einhorn, «The World Bank’s Mission Creep,» Foreign Affairs, vol. 80, no. 5 (September-October 2001), p. 22.
[2] Kate Jenkins and William Plowden, Governance and Nation Building: The Failure of International Intervention (Massachusetts: Edward Elgar Publishing, 2006), p. 13.
[3] Moosa Elayah, «Donor-Promoted Public Sector Reforms in Developing Countries and the Local Knowledge Syndrome,» (Ph. D. Dissertation, Leiden University and Smart Print, The Netherlands, 2014), and Mahabat Baimyrzaeva, «Shortcomings of Institutional Reform in Public Sector Governance: The Case of Kyrgyzstan,» (Doctoral Dissertation, University of Southern California, Los Angeles, 2010).
[4] عندما نطرح مفهوم المعرفة المحلّية، لا يعارض هذا المفهوم، في جميع الأحوال، مفهومَ المعرفة الوطنية على مستوى البلد المستقبل للمعونات الخارجية، وما نقصده بوضوح أكثر أنّ المعرفة المحلّية قد تكون محددةً في المكان والزمان داخل الدولة القومية الواحدة. بمعنى آخر، يعكس مفهوم المعرفة المحلّية، في هذا السياق، واقعاً معقداً في إطار الدولة المستقبلة للمعونات. فطبيعة المعرفة المحلّية قد تكون مختلفةً من منظمة إدارية إلى أخرى، وحتى على مستوى الوحدة الإدارية في المنظمة الإدارية الواحدة. وبذلك لا يمكن الحُكم بأنّ هذه الدراسة أغفلت المرجعية الوطنية في مفهوم المعرفة المحلّية. وفي الوقت نفسه، ليس من المهمّ أن نخوض في صراع المفاهيم من منظور العولمة الذي يحدّد نطاقين، أحدهما النطاق العالمي المُسيطر المتمثّل بالقوى الاقتصادية والعسكرية الكبرى، والآخر النطاق المحلّي الذي يُحدد في مستوى الدولة القومية الواحدة.
ويمكن أن نُرجع القصور المعرفي في الوطن العربي بشأن أهمية البعد النظري ونظريات التغيير إلى مسألة مهمّة مفادها انعدام الاكتراث، أو قلّته، بأطاريح الأوساط النظرية من الذين يوجّهون السياسة الخارجية في البلدان العربية. ولكن لا يمكن تجاهل أنّ كلّ توجهات السياسيين في العالم الغربي لها قواعدها النظرية المستمدة من نظريات مختلفة. فنحن بحاجة، إذاً، إلى فهم النظريات الموجهة إلى صانع القرار الغربي في إطار المساعدات الخارجية التي تُعدّ بالغة الأهمية من أجل أن نضفي نوعاً من الفهم المتكامل بخصوص كيفية صنع هذه السياسات، حتى إن كانت في نظرنا – بوصفنا عرباً – جزءاً من توجهات العولمة، أو كانت تُفسّر على نحوٍ آخر. فالتباين في وجهات النظر في هذه المسألة لا يؤدّي إلى اختلافات جوهرية حول البنى الفكرية الأساسية التي تسهم في صَوْغ سياسات المساعدات الدولية.
[5] Hilary Warburton and Adrienne Martin, Local People’s Knowledge in Natural Resources Research, Socio-economic Methodologies for Natural Resources Research Best Practice Guidelines (UK: Natural Resources Institute, 1999), p. 13.
[6] James Scott, Seeing Like a State: How Certain Schemes to Improve the Human Condition Have Failed (New Haven, CT: Yale University Press, 1998), pp. 313‑314.
[7] المصدر نفسه، ص 23.
[8] Peter J. Boettke and Christopher J. Coyne, «The Role of the Economist in Economic Development,» The Quarterly Journal of Austrian Economics, vol. 9, no. 2 (2006), pp. 47- 68.
وفي هذا السياق نؤكّد أنه لا يمكن القول بوجود مجالين معرفيين مختلفين أحدهما الغرب والآخر البلدان النامية. فالمجال المعرفي يختلف نسبياً أو كلّياً من دولة إلى أخرى، ومن مجتمع إلى آخر. والسياسات التنموية الناجحة في أيّ بلد، ربما لا تكون بالضرورة متوافقةً مع البيئة المحلّية في بلدٍ آخر، وحتى بين منظمة وأخرى داخل البلد الواحد ليس من الضروريّ حصول توافق بينهما. إلى جانب هذا، تعاني معظم البلدان النامية ندرةً في نظريات التغيير التي تستمد من المعرفة المؤرخنة في هذه البلدان، لتمييزها من المعرفة المجردة، ومكوّن المعارف العلمية، ونظريات التغيير التي تكون عادةً أكثر عموميةً وكونيةً.
[9] Douglass C. North, Institutions, Institutional Change and Economic Performance (New York: Cambridge University Press, 1991).
[10] Indra de Soysa and Johannes Jütting, «Informal Institutions and Development: How they Matter and what Makes Them Change,» in: Johannes Jütting [et al.], eds., Informal Institutions: How Social Norms Help or Hinder Development (Paris: OECD Publishing, 2007).
[11] Elinor Ostrom, Understanding Institutional Diversity (Princeton, NJ: Princeton University Press, 2005).
[12] لم يجرِ إغفال مصالح الجهات المانحة وغيرها من الأطراف الدولية، ولكنّ ذلك بسبب هدف البحث الرئيسي في دراسة متغير واحد يحدّ من مستوى فاعلية سياسات المساعدات الخارجية وبرامجها، وهو متمثّل بمعرفة البيئة المحلّية في البلدان النامية، ومدى وضع المانحين برامج وسياسات علاجية ملائمة لطبيعة هذه البيئة. ومن ثَمّ يجري التركيز في الواقع المحلّي ومدى فهم الجانب المانح لهذا الواقع. ولمعرفة مدى تأثير مصالح الجهات المانحة وأهدافها في مستوى فاعلية سياسات المساعدات الخارجية وبرامجها، انظر: موسى علاية، «المساعدات الخارجية ما بين الاهداف الاستراتيجية، والفواعل، والمؤثرات الداخلية في الدول المانحة،» مجلة سياسات عربية، العدد 14 (2015)، ص 74 – 87. وفي هذه المقالة عدّة مراجع تُعنى بدراسات عملية بشأن موضوع أهداف الجهات والدول المانحة ومصالحها، وغيرها من الأطراف الدولية ذات العلاقة بذلك.
[13] بما أنّ محور الاهتمام في الدراسة هو دور المانحين في إصلاح القطاع العامّ في البلدان النامية، يمكن اختزال التعريف في إطار المساعدات الرسمية التي تُقدمها حكومة رسمية إلى حكومة رسمية أخرى. وتوجد أنواع عديدة من المساعدات الخارجية، منها أولاً ما يُقدّم من جهة مؤسسات دولية مانحة إلى حكومات، أو إلى منظمات المجتمع المدني، أو القطاع الخاص. ويوجد نوع ثانٍ يُقدّم من جهة حكومات مانحة إلى منظمات مجتمع مدني وقطاع خاص. وفضـلاً عن ذلك، يوجد نوع ثالث يُقدّم من جهة منظمات مجتمع مدني أو قطاع خاص في الجانب المانح إلى حكومات، ومنظمات مجتمع مدني، وقطاع خاص، في الجانب المستقبل.
في هذه الدراسة، لا نركّز في مدركات العولمة ونظرياتها، بقدر ما نركّز في إيضاح واقع ملموس بخصوص طبيعة المساعدات الخارجية، ومن ثمّ تقديمه في إطار نظري مبسّط، يمكن للقارئ العربي فهمه بعيداً عمّا كُتب من تفسيرات غلب عليها نوعٌ من محاسبة الآخر من دون محاسبةٍ للذات. أمّا ما سيجري ذكره لاحقاً، فهو بشأن وجود اتجاه قوي وممارسة من جهة المانحين من أجل تقليص دور الدولة وإفساح المجال للقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني، في أداء دور محوري في الشؤون العامة، وفي مجال تقديم الخدمات العامة؛ ذلك أنّ جوهر البرامج الإصلاحية الهيكلية قد ارتكز على نظريات الإدارة العامة الحديثة التي تركّز في إفساح المجال للقطاع الخاص، لكي يكون شريكاً للدولة في تقديم الخدمات العامة للمجتمع، وهذا ما جرى تطبيقه في أوروبا. ولهذا النهج الإصلاحي نتائج إيجابية في البلدان المتقدمة. ويمكن القول إنّ الدول المانحة المتقدمة، عمدت إلى نقل تجاربها إلى الآخرين، ولكن من دون محاولة فهم واقع البلدان النامية ومعرفتها المحلّية. فمشاريع الخصخصة التي تُمثّل نواة الإصلاحات الهيكلية المعتمدة من الدول المانحة على سبيل المثال، لم تأخذ واقع وجود الفساد العميق والمعمّق في الحسبان. وهكذا، لم ينجح مثل هذا التوجه التنموي في ظل وجود تزاوج بين السلطة والمال في معظم البلدان النامية.
قد يتحدث بعض الكتاب العرب عن أنّ التعامل مع القطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية يدخل ضمن المنظور العولمي الذي يرغب في تقليص دور الدولة. ومن ثَمّ يوجد ضغط من أجل إصدار التشريعات والقوانين التي تتيح حرية أكبر للقطاع الخاص، ولا سيما الشركات العابرة للقوميات. أي إنّ الحكومات هي غالباً محلّ ضغط خارجي من أجل إدماج اتباعيّ أشد في الاقتصاد المعولم وإصلاح القطاع العامّ، هدفه تحقيق أقصى قدر من الانسجام مع متطلبات تسهيل الاستثمار الأجنبي، وإيجاد الشروط الداخلية الملائمة لعمله مع القطاع الخاص الكبير داخل البلد. وقد يكون جانب مما يتحدثون عنه صحيحاً، ولكن في معظم الحالات، تأتي التوجهات التنموية للمانحين، وفقاً لقواعد تنموية نظرية، جرى تطبيقها في الدول المتقدمة. وكما ذكرنا سابقاً، جرى إدخال منظمات المجتمع المدني بوصفها فاعـلاً في الحياة العامة، وشريكاً في تقديم الخدمات العامة في إطار توجهات المانحين، ضمن ما يُسمى «نظريات الحكم الجيد»، و«الإدارة العامة الجديدة». وفي المقابل، تهدف هذه النظريات إلى إشراك المجتمع بفاعلية في إدارة نفسه وفقاً لآليات مختلفة. وهذه النقاط تحتاج إلى شرحٍ وافٍ، ولكننا لسنا بصدد توضحيها في هذه الدراسة، فالأمر يحتاج إلى أكثر من دراسة لإيلائها ما تستحقه من التوضيح.
[14] Elayah, «Donor-Promoted Public Sector Reforms in Developing Countries and the Local Knowledge Syndrome».
[15] Alice Lam, «The Tacit Knowledge Problem in Multinational Corporations: Japanese and US Offshore Knowledge Incubators,» Royal Holloway College, University of London, United Kingdom, August 2008.
[16] Elinor Ostrom, Larry Shroeder, and Susan Wynne, Institutional Incentives and Sustainable Development: Infrastructure Policies in Perspective (Boulder, CO: Westview Press, 1993), p. 53.
[17] Elayah, «Donor-Promoted Public Sector Reforms in Developing Countries and the Local Knowledge Syndrome».
[18] Michael Polanyi: Personal Knowledge: Towards a Post-Critical Philosophy (Chicago, IL: University of Chicago Press, 1958), and The Tacit Dimension (London: Routledge and Kegan Paul, 1966).
نشير إلى أنه سيجري توضيح ما ذُكر في إطار النموذج التشاركي للتنمية. ويمكن القول إنّ النتائج الأكثر فاعليةً لبرامج المساعدات الخارجية، هي التي تعتمد على دوائر ومربعات تنموية محدودة في إطار المنظمات المستهدفة. وإنّ اعتماد برامج إصلاحية واسعة المجال على المستوى الوطني، في ما نرى، لم يحقق أهدافه ولن يحقّقها. والتجارب الإصلاحية الوطنية أو غيرها من التجارب المدعومة خارجيّاً خير مثال على إخفاق مثل هذه التوجهات الإصلاحية الشاملة، ونعني بذلك أنّ عملية الإصلاح لا بدّ من أن تكون قطاعيةً في إطار مربعات تنموية مصغرة لكي يتمّ الوصول إلى الغايات المنشودة.
[19] Elayah, Ibid.
[20] في الدول المانحة بالتحديد، تجري البرامج التي تُقدمها الدول، أو ما يسمى «المساعدات الخارجية الرسمية»، في إطار الوزارة المعنية ضمن المساعدات الخارجية في الدولة المانحة. على سبيل المثال، يتمّ تصميم برنامج تنموي يهدف إلى إصلاح قطاع الخدمة المدنية في إطار الدول التي تشمل اهتمام الدول المانحة المعنية (في بعض الأحيان قد يبلغ عدد الدول المشمولة بهذه البرنامج 20 دولة). ومن ثمّ تعرض مناقصة عامة للمنظمات العامة وغيرها من المنظمات ذات الاختصاص في رسم آليات العمل التنفيذية والإشراف على تنفيذ البرنامج، مقابل ريع مادي يُؤخذ من الميزانية الإجمالية للبرنامج. ويُعرف هذا الأمر بالمستوى المتوسط في إدارة البرامج التنموية الدولية. وهكذا، تقوم المنظمة المانحة الفائزة بالعطاء من الدولة المانحة بالتواصل مع البلدان النامية، أو الدول المحددة في قائمة أولويات الدولة المانحة؛ من أجل تحديد مشاريع تتوافق مع الخطوط العريضة وأولويات الدولة المانحة وتوجهاتها الإصلاحية في البلدان النامية والمحددة في مضمون البرنامج آنفاً. على سبيل المثال، لا يخلو برنامج من برامج المانحين من توجهات تنموية تسعى للمساواة بين الجنسين، وتقوية وضع المرأة في البلدان النامية. وبعد تحديد المشاريع من الجهة المقاولة في المستوى الوسطي مع البلدان النامية، يتمّ عرض هذه المشاريع في إطار مناقصات للمقاولين ضمن عملية منافسة كبيرة، وهم أنفسهم الذين يقومون بعملية التنفيذ الفعلي لمشاريع المساعدات الخارجية في إطار الوحدات المستقبلة المباشرة في البلدان النامية. وهكذا، نكون إزاء ثلاثة مستويات متطلعة في عملية رسم سياسات وبرامج المساعدات الخارجية وتطلعاتها وتنفيذها.
[21] Ruba Jaradat, «The Impact of Donor and Recipient Government Policies and Practices on the Effectiveness of Foreign Aid to a Middle-income Developing Country: Case Studies from Jordan,» (Doctoral Dissertation, University of Huddersfield, England – West Yorkshire, 2008), p. 23.
[22] Baimyrzaeva, «Shortcomings of Institutional Reform in Public Sector Governance: The Case of Kyrgyzstan».
[23] المصدر نفسه، ص 222.
[24] Dennis A. Rondinelli, Development Projects as Policy Experiments: An Adaptive Approach to Development Administration, 3rd ed. (London: Methuen Press, 2003).
[25] Helen Ingram and Anne Larason Schneider, Policy Design for Democracy (Kansas State: University of Kansas Press, 1997), p. 3.
[26] Scott, Seeing Like a State: How Certain Schemes to Improve the Human Condition Have Failed.
[27] Rondinelli, Ibid., p. 28.
[28] Joseph W. Eaton, ed., Institution Building and Development: From Concepts to Application (Beverly Hills: Sage IP Publications, 1972).
[29] Rondinelli, Ibid.
[30] المصدر نفسه، وKamiljon T. Akramov, «Governance and Foreign Aid Allocation,» (Doctoral Dissertation, The Pardee RAND Graduate School, RAND Corporation Publication Series, 2006); Ravi Kanbur, Todd Sandler and Kevin M. Morrison, The Future of Development Assistance: Common Pool and International Public Goods (Washington, DC: Overseas Development Council, 1999), and Baimyrzaeva, «Shortcomings of Institutional Reform in Public Sector Governance: The Case of Kyrgyzstan».
[31] Baimyrzaeva, Ibid.
[32] المصدر نفسه.
[33] Merilee Grindle, «Good Enough Governance Revisited,» Development Policy Review, vol. 25, no. 5 (2007), p. 533.
[34] Elayah, «Donor-Promoted Public Sector Reforms in Developing Countries and the Local Knowledge Syndrome».
[35] Baimyrzaeva, «Shortcomings of Institutional Reform in Public Sector Governance: The Case of Kyrgyzstan».
[36] قد يقول بعضهم إنّه توجد مبالغة في جعل المعرفة المحلّية أحد العوامل التي حالت دون نجاح برامج المساعدات الخارجية خلال ثلاث موجات من الإصلاح، ولكن ما نريد أن نقدّمه في هذه الدراسة هو بشأن طبيعة المعرفة التي رُسمت بموجبها التوجهات التنموية في الموجات الثلاث (تفحص المعلومات المتاحة لدى صانع القرار من خلال تحليل طبيعة الإصلاحات في الموجات الثلاث). وربما توجد تفسيرات أخرى من زوايا مختلفة، أو معتمدة في بعض الأحيان على الخلفية الأيديولوجية للباحث، بالنظر إلى أنّ التغيير في توجهات إصلاح القطاع العامّ وتوجهات المساعدات التنموية كانت له أهداف سياسية وأيديولوجية غربية ذات نزعة استعمارية.
[37] Grindle, «Good Enough Governance Revisited».
[38] المصدر نفسه.
[39] Jenkins and Plowden, Governance and Nation Building: The Failure of International Intervention, p. 12.
[40] بشأن أهداف الدول المانحة من تقديم مساعدات للدول النامية، انظر: موسى علاية، «المساعدات الخارجية..».
[41] Chris Argyris, «Double Loop Learning in Organizations,» Harvard Business Review, vol. 55, no. 5 (1977), pp. 115‑125.
[42] Peter Evans «Development as Institutional Change: The Pitfalls of Mon cropping and the Potentials of Deliberation,» Studies in Comparative International Development, vol. 38, no. 4 (2004), pp. 30–52.
[43] Navin Girishankar, «Evaluating Public Sector Reforms: Guidelines for Assessing Country-Level Impact of Structural Reform and Capacity Building in the Public Sector» (World Bank Operations Evaluation Department, Washington, DC, 2001); Vikram Goyal, «Technical Assistance for Institutional Development,» in: Salvatore Schiavo-Campo, ed., Institutional Change and the Public Sector in Transitional Economies (Washington, DC: World Bank, 1994), pp. 149‑168.
[44] تمّ تطبيق برنامج اللامركزية للإصلاح بنجاح في البرازيل، ومن ثَمّ صُدّر إلى العديد من البلدان النامية، وكانت النتائج مختلفةً كلياً، كما هي الحال في إندونيسيا واليمن وغيرهما من البلدان التي ظلّت تدفع ثمن اتباع تعليمات البنك الدولي في اعتماد اللامركزية برنامجاً إصلاحيّاً.
[45] المصدر نفسه، ص 4.
[46] المقصود بنموذج الهندسة الاجتماعية أنّ منظمات المجتمع المدني الحقيقية التي قد تدافع فعـلاً عن مصالح المجتمع غير فعّالة، وإن وجدت بعض المنظمات كما هو الحال في معظم البلدان النامية، ستكون جزءاً من النظام غير الرسمي، ولها روابطها مع مروّجي الهندسة الاجتماعية. فهذه المنظمات جزء من قواعد اللعبة.
[47] المصدر نفسه، ص 342.
[48] أوضح جيمس سكوت العديد من الحجج الرئيسة لفريدريك هايك الذي جادل في أنّ المخطط البيروقراطي الذي يستخدم الخريطة، لا يمكن أن يقدم أفضل طريقة لتحقيق التقدم المنشود، وفي أنه لا يمكن لأيّ شخص، سياسيّاً كان أو مفكراً، أو عالماً، أن يحرّك البشر أو حياتهم في جميع أنحاء الأرض كما لو كان على رقعة الشطرنج، وأن ينشئ «المدينة الفاضلة». ثمّة حاجة، إذن، إلى المعرفة العملية المحلّية. لذا، يجب أن يكون موضع صنع القرار ذا حساسية، وتحت تصرّف أولئك الذين لديهم قدرات لفهم الوضع المحاط بعمليات صنع القرار.
[49] Clark C. Gibson [et al.], The Samaritan’s Dilemma: The Political Economy of Development Aid (Oxford: Oxford University Press, 2005), p. 28.
[50] Israel M. Kirzner, Discovery and the Capitalist Process (Chicago, IL: University of Chicago Press, 1985), p. 409.
[51] Jenkins and Plowden, Governance and Nation Building: The Failure of International Intervention, p. 48.
[52] Elayah, «Donor-Promoted Public Sector Reforms in Developing Countries and the Local Knowledge Syndrome».
[53] في هذه المقالة أقدم فقط نبذة مختصرة عن نموذج التنمية التشاركي ويمكن التعمق حوله في دراسة علاية، «المساعدات الخارجية ما بين الأهداف الاستراتيجية، والفواعل، والمؤثرات الداخلية في الدول المانحة».
[54] المصدر نفسه.
[55] Tom Scott-Smith, «The Least Provocative Path: An ANT Lens on Development Project Formation and Dissolution,» (Centre for Development Informatics, University of Manchester, UK, 2013), p. 4.
[56] Elayah, Ibid.
[57] Jan Olsson and Lennart Wohlgemuth, eds., Dialogue in Pursuit of Development (Stockholm, Sweden: Almqvist/Wiksell International, 2003).
[58] Stephen Browne, Aid and Influence: Do Donors Help or Hinder? (London: Earthscan, 2006).
ومن أمثلة لغة التنمية المشار إليها «الحكم الرشيد» و«المساواة بين الجنسين»، و«التكيف الاقتصادي»، و«الأسواق الحرة» و«اقتصاد السوق»… إلخ.
[59] Elayah, «Donor-Promoted Public Sector Reforms in Developing Countries and the Local Knowledge Syndrome».
[60] ربما يتردّد في ذهن القارئ أنّنا بصدد تقديم تعميماتٍ، ولكنّنا نقدّم في هذه النقطة الجزئية عدّة عوامل مختلفة قابلة للبحث والتمحيص من جهة الباحثين؛ وذلك من خلال اعتماد أسلوب دراسة الحالة، أو تقديم أمثلة ونماذج حقيقية من بعض البلدان ومعالجتها بطريقة ملموسة. ويقدم نموذج التنمية التشاركي رؤيةً تنمويةً مختلفة قابلة للتطوير والنقد، بل إنه يتطلب اختباراً على نحوٍ واقعي.
وفي ما يتعلق بتقديم نماذج حيوية حول هذا النموذج التنموي، قدّمنا دراسةً عمليةً مفصّلةً حول برنامج «نوفك» الهولندي الهادف إلى إصلاح قطاع التعليم العالي في اليمن. وخلاصة الدراسة أنه جرى اختيار أربعة مشاريع، هي: «(1) برنامج الماجستير في إدارة الأعمال (MBA) بجامعة صنعاء. (2) برنامج ماجستير الإدارة العامة (MPA) بجامعة صنعاء، بشراكة جزئية مع المعهد الوطني للعلوم الإدارية (NIAS)، وزارة الخدمة المدنية. (3) مركز المياه والبيئة في برنامج الدراسات العليا، بجامعة صنعاء – الإدارة المتكاملة للموارد المائية (IWRM). (4) مركز المرأة للبحوث والتدريب (WRTC) بجامعة عدن. وجميع هذه المشاريع متشابهة، نظراً إلى تمويلها وتنفيذها من الحكومة الهولندية للمستفيدين ذاتهم (قطاع التعليم العالي في اليمن، وعلى وجه الخصوص جامعة صنعاء، ضمن الإطار الزمني ذاته تقريباً 2004 – 2009). وجميع المشاريع المختارة لها أهداف محدّدة لبناء القدرات المؤسسية والكفاءات لدى المؤسسات المضيفة، من خلال بناء الهياكل التنظيمية والإدارية لها، وزيادة عدد أعضاء هيئة التدريس والموظفين ونوعيتهم. كان الهدف العامّ والاستراتيجي من إنشاء مثل هذه المراكز التعليمية والتدريبية وتعزيزها، هو خلق مؤسسات فاعلة قادرة على تقديم خدمات تدريبية لتعزيز تنمية القدرات في القطاعين العامّ والخاص والمنظمات غير الحكومية اليمنية، تمشياً مع الهدف العامّ للبرنامج الهولندي في اليمن».
وفي ما يتعلق بتفسير متلازمة المعرفة المحلّية، وجدنا أنّ مضمون إصلاح سياسة برنامج دعم قدرات التعليم والتدريب NPT الهولندي – اليمني قد استند، إلى حدّ كبير، إلى معلومات غامضة، أو غير كافية، عند رسْم برنامجه عن المؤسسات والمعلومات غير الرسمية داخل المنظمات المتلقية، وهي الجامعات اليمنية. فقد استخدم صنّاع القرار التابعون لوزارة الشؤون الخارجية الهولندية افتراضات وإثباتات عالمية، وفرضيات غربية عن الحكم الرشيد، لتحديد المشكلات، وصَوْغ هذا البرنامج وفقاً لتوجه تنموي شائن ومنتشر لدى العديد من الجهات المانحة هو «مقاس واحد يلائم الجميع». واعتمدت عملية تنفيذ البرنامج ضمنياً على منهج «من الأعلى إلى الأدنى». ولم تستطع الإدارة الوسطى التي تتمثّل بالمؤسسة الهولندية للتعاون الدولي في مجال التعليم العالي (Nuffic)، والتي تولّت مسؤولية تنفيذ الخطة التنفيذية للبرنامج في اليمن إنجاز المهمة بطريقة فعّالة.
كان يوجد نقص من البيانات الرسمية وغير الرسمية عن الهيكل التنظيمي والإداري، والإطار الوظيفي، والرقابة، على مختلف المستويات. ولم تكن توجد فكرة واضحة للمنظمات المستهدفة لتحقيق «سياسة الملاءمة». كما أنّ المعلومات المقدّمة في خطة التنفيذ لم تمدّ المتعهدين الهولنديين بالمعلومات اللازمة للتحضير للمشكلات المحتملة عند مواجهة الوضع المحلّي خلال عملية التنفيذ الفعلية. فالمعرفة المحلّية كانت كـ «صندوق أسود مغلق». لذا، كانت المعلومات حول المعرفة المحلّية تتطلب، في تضمينها، جهداً من فريق تنفيذ المشروع. ولكن في ما يتعلق بمرحلة التنفيذ، جرى استخدام منهج التنمية التشاركي استخداماً جيداً لتحديد كيفية تضمين المعلومات حول المعرفة المحلّية أثناء التنفيذ الفعلي لسياسة المساعدات الخارجية، وخصوصاً أننا اخترنا أربعة مشاريع نُفّذت في قطاع التعليم العالي، منها مشروعان ناجحان (MBA; WEC) على سبيل المثال، في حين أنّه يوجد مشروعان فاشلان (WRTC; MPA-NIAS)، على سبيل المثال أيضاً. أمّا الأنماط والمواضيع التي بدَت ظاهرةً من بين مشاريع البرنامج المختارة، فهي أنّ القائمين بالتنفيذ هم الأطراف الأساسيون في قلب عمليات التدخلات التنموية الخارجية للمانحين في البلدان النامية. وهذه الفكرة متصلة بمنظور شبكة الممثلين الفاعلين، وهي التي قدّمت منهجية نموذج التنمية التشاركي. وفكرتها الرئيسية متمثّلة بأنّ متلازمة المعرفة المحلّية (فتح الصندوق الأسود) يمكن معالجتها من خلال التفاعل المباشر وغير المباشر مع جميع الجهات الفاعلة المشاركة في العملية الفعلية لتنفيذ مشروع المساعدات في مكان وزمن معيّنين. فنموذج التنمية التشاركي أداة تحليلية بديلة من سياسات المساعدات تقدّم عدسةً فريدةً للتحليل، وتُتيح فهماً أعمق لدينامية عمليات تنفيذ «برامج المساعدات». للاستزادة، انظر: المصدر نفسه، وBertin Martens [et al.], The Institutional Economics of Foreign Aid (New York: Cambridge University Press, 2002).
[61] Jenkins and Plowden, Governance and Nation Building: The Failure of International Intervention.
بدعمكم نستمر
إدعم مركز دراسات الوحدة العربية
ينتظر المركز من أصدقائه وقرائه ومحبِّيه في هذه المرحلة الوقوف إلى جانبه من خلال طلب منشوراته وتسديد ثمنها بالعملة الصعبة نقداً، أو حتى تقديم بعض التبرعات النقدية لتعزيز قدرته على الصمود والاستمرار في مسيرته العلمية والبحثية المستقلة والموضوعية والملتزمة بقضايا الأرض والإنسان في مختلف أرجاء الوطن العربي.