المؤلف: حسن طارق

مراجعة: سفيان الكمري

الناشر: الدار البيضاء؛ بيروت: المركز الثقافي للكتاب للنشر والتوزيع

سنة النشر: 2023

عدد الصفحات: 248

تمهيد

يستهل حسن طارق كتابه الوطنية المغربية تحولات الأمة والهوية بعرض الخلفيات الإبستيمولوجية – على محدوديتها – الممكنة في التعاطي مع أسئلة الهوية والوطنية، مجملًا إياها في خمس محددات: الفلسفة من خلال طرح السؤال باستمرار عن ماهية الوطن، وعلم السياسة الذي يبحث في خلفية التساؤل السابق وتفاصيله ليجدها في السياسات (اللغة، والجنسية، والإقامة، وقوانين الهجرة واللجوء، ومناهج الدراسة…)، ثم القانون الذي لا يعترف بالهوية والوطنية إلا في ما حُفظ وجُمع في النصوص القانونية، وعلم الاجتماع من خلال سعيه لتفكيك خطابات الوطنية والهوية وتحولاتهما، مسقطًا وهم ثباتهما ويقينيتهما. أما المحدد المعرفي الخامس فهو التاريخ الذي يركز على سياقات انبثاق الوطنية والهوية ومكوناتهما وتمثلاتهما داخل السياسة والاقتصاد والاجتماع.

انطلاقًا من هاته المحددات، يقر الكاتب منذ البداية بصعوبة التعاطي العلمي الدقيق مع أسئلة الهوية والوطنية «لتعقُّد الادّعاء الموضوعي، وبتداخل العلم والعاطفة في باب معرفي يصعب معه بناء المسافة الضرورية لإنتاج المعنى واقتراح فرضيات الفهم والتأويل» (ص 17).

ويُرجع الكاتب المنتج الفكري العربي – كمصدر أساسي للخطاب المغربي – حول الدولة والوطنية والهوية إلى أربع لحظات أساسية: أولًا، لحظة الانتاج الأيديولوجي العربي خلال النصف الثاني من القرن الماضي الذي انقسم من حيث خلفياته إلى كل من المقالة القومية (الدولة العربية الموحدة) والمقالة الإسلامية (دولة الخلافة الإسلامية) والمقالة الماركسية (الدولة المتخيلة بلا طبقات)؛ ثانيًا، لحظة التسعينيات وبداية الألفية، حيث ستبرز تحت تأثير الأبحاث الغربية إشكالية الربط بين الديمقراطية والهوية الوطنية لتظهر مفاهيم مثل الانتقال الديمقراطي؛ ثالثًا، لحظة «الربيع الديمقراطي» لسنة 2011 التي أعادت إحياء مفهوم الدولة الوطنية بوصفه أحد ممكنات التغيير السياسي والانتماء الجماعي؛ رابعًا، لحظة تحولات ما بعد 2011 التي أنتجت انقسامًا هوياتيًّا حادًّا تسبب – بحسب الكاتب – في إعاقة التحول إلى الديمقراطية.

تتمثل الإشكالية الأساسية للكتاب بكيفية إنتاج مقاربة مغربية حول الهوية الوطنية تتجاوز تمجيد التعدد والاحتفاء بالمكونات الفرعية إلى ترصيد المشترك الوطني الجامع، على أن الإجابة عن هذا السؤال تقتضي، بحسب الكاتب، الالتفات إلى ثلاثة مداخل أساسية للوطنية المغربية، هي تباعًا: مدخل التأسيس (الفصل الأول)، مدخل التفكير (الفصل الثاني)، مدخل التحول (الفصل الثالث).

انطلاقًا من المعطيات الأولية السابقة، ولأجل بيان أهمية هذا المنتج العلمي، وكذا الكشف عن موقف كاتبه من مجموعة من الأسئلة المقلقة حول الهوية والدولة والوطنية في سياقات مغربية مختلفة، نرى بدايةً أن نعرض لأهم مضامين الكتاب، على أن نناقش في نقطة موالية تلك المضامين على نحوٍ نقدي.

لقراءة الورقة كاملة يمكنكم اقتناء العدد 561 (ورقي او الكتروني) عبر هذا الرابط:

مجلة المستقبل العربي العدد 561 تشرين الثاني/ نوفمبر 2025

المصادر:

نُشرت هذه المراجعة في مجلة المستقبل العربي العدد 561 في تشرين الثاني/نوفمبر 2025.

سفيان الكمري: دكتور في العلوم السياسية – المغرب.


مركز دراسات الوحدة العربية

فكرة تأسيس مركز للدراسات من جانب نخبة واسعة من المثقفين العرب في سبعينيات القرن الماضي كمشروع فكري وبحثي متخصص في قضايا الوحدة العربية

مقالات الكاتب
مركز دراسات الوحدة العربية
بدعمكم نستمر

إدعم مركز دراسات الوحدة العربية

ينتظر المركز من أصدقائه وقرائه ومحبِّيه في هذه المرحلة الوقوف إلى جانبه من خلال طلب منشوراته وتسديد ثمنها بالعملة الصعبة نقداً، أو حتى تقديم بعض التبرعات النقدية لتعزيز قدرته على الصمود والاستمرار في مسيرته العلمية والبحثية المستقلة والموضوعية والملتزمة بقضايا الأرض والإنسان في مختلف أرجاء الوطن العربي.

إدعم المركز