تحرير: حمزة حموشان وكايتي ساندويل

مراجعة: ماكس آيل

الناشر: تونس: دار صفصافة للنشر والتوزيع

سنة النشر: 2023

عدد الصفحات: 376

 

– 1 –

أعادت الإبادة الجماعية الإسرائيلية – الأمريكية في فلسطين تركيز الانتباه العالمي إلى الاستعمار ومركزيته في الرأسمالية، كما أظهرت حاجة الشعوب إلى العيش بحرية بعيدًا من العنف، وفي دول آمنة من العدوان الخارجي. لطالما كانت هذه القضايا، التي تندرج ضمن ما يُعرف بـ«المسألة الوطنية»، جزءًا أساسيًا من فكر حركات التحرر. ورغم وجود تقاليد مهمة في الإيكولوجيا السياسية في دول الجنوب العالمي – حيث يُعدّ مفكرون مثل أميليكار كابرال، وكذلك المجال الأكاديمي عمومًا، من أبرز من تتبعوا جذور هذا الفكر إلى حقبة الاستعمار والتخلف ما بعد الاستعماري والتدمير البيئي[1] – فإن القمع المنهجي لأمم بأكملها لم يكن حاضرًا بصورة مركزية في أولويات القضايا البيئية المعاصرة، التي تتركز أساسًا حول تغيّر المناخ، وخطط التخفيف من آثاره، أو التكيف معه، أو مجرد البقاء في مواجهته.

في هذا السياق، تبرز أهمية الكتاب الجماعي الذي حرّره حمزة حمّوشان وكايتي ساندويل بعنوان «تفكيك الاستعمار الأخضر»، الصادر أخيرًا عن دار بلوتو للنشر. يتناول هذا العمل الإيكولوجيا السياسية في ظل تصاعد نهب الشمال العالمي وتجريد الجنوب من موارده، مع تركيز خاص على المنطقة العربية، ويغطي دولًا تمتد من المغرب إلى الخليج العربي، مرورًا بمصر وفلسطين. وفي هذه المنطقة – أو بالأحرى في «المنطقة العربية» – حيث تتصدر المظاهر السياسية للإمبريالية ومناهضتها المشهد، بما في ذلك انهيار السيادة الوطنية، والعقوبات، والحروب، والمقاومة، يقدّم هذا الكتاب (الذي ظهر سريعًا بترجمة عربية) إسهامًا مهمًا في توضيح الجوانب الاقتصادية للإمبريالية، ويزود القارئ العربي برؤية أعمق وأكثر شمولًا حول تقاطعات البيئة مع قضايا التحرر والسيادة.

يعتمد المحرران في تحليلهما على مقاربة شاملة تقوم على نظام عالمي متكامل، حيث «يتعاون كبار النخب المحلية مع الشركات المتعددة الجنسيات والمؤسسات المالية الدولية»، بما يؤدي إلى دمج المنطقة في «الاقتصاد الرأسمالي العالمي من موقع تابع». فقد قامت القوى الاستعمارية/الإمبريالية بالتأثير في دول المنطقة، أو إجبارها على إعادة هيكلة اقتصاداتها حول استخراج الموارد وتصديرها، بالتوازي مع استيراد السلع الصناعية المرتفعة القيمة. وكانت النتيجة تحويلًا واسع النطاق للثروة إلى المراكز الإمبريالية، على حساب التنمية المحلية والأنظمة البيئية. وتستمر هذه «العلاقات غير المتكافئة وغير المتناظرة» في ترسيخ دور البلدان العربية كمصدّرة للموارد الطبيعية مثل النفط والغاز، والسلع الأولية التي تعتمد على نحو كبير على المياه والأراضي، مثل محاصيل التصدير النقدية الأحادية.

لقراءة الورقة كاملة يمكنكم اقتناء العدد 562 (ورقي او الكتروني) عبر هذا الرابط:

مجلة المستقبل العربي العدد 562 كانون الأول/ديسمبر 2025

المصادر:

نُشرت هذه المراجعة في مجلة المستقبل العربي العدد 562 في كانون الأول/ديسمبر 2025.

ماكس آيل: باحث في مركز ميريان للدراسات المتقدمة في المنطقة المغاربية، جامعة تونس.

[1] Alberto García Molinero and Alejandro Pedregal, «The Early Socio-Ecological Dimensions of Tricontinental (1967-1971): A Sovereign Social Metabolism for the Third World,» Agrarian South: Journal of Political Economy (30 August 2024), <https://doi.org/10.1177/22779760241265565>.

 


مركز دراسات الوحدة العربية

فكرة تأسيس مركز للدراسات من جانب نخبة واسعة من المثقفين العرب في سبعينيات القرن الماضي كمشروع فكري وبحثي متخصص في قضايا الوحدة العربية

مقالات الكاتب
مركز دراسات الوحدة العربية
بدعمكم نستمر

إدعم مركز دراسات الوحدة العربية

ينتظر المركز من أصدقائه وقرائه ومحبِّيه في هذه المرحلة الوقوف إلى جانبه من خلال طلب منشوراته وتسديد ثمنها بالعملة الصعبة نقداً، أو حتى تقديم بعض التبرعات النقدية لتعزيز قدرته على الصمود والاستمرار في مسيرته العلمية والبحثية المستقلة والموضوعية والملتزمة بقضايا الأرض والإنسان في مختلف أرجاء الوطن العربي.

إدعم المركز