يؤكد هذا الكتاب-كما يأتي في تعريفه- أهمية الثقافة السياسية بوصفها قيم ومعايير سلوكية تحدد العلاقة بين الفرد والسلطة السياسية، وتتمحور حول اتجاهات وقناعات ومعتقدات ورموز تبلور نظرة المواطن إلى هويته وعلاقته بالسطة.
وقد تقوم هذه العلاقة على المشاركة والمساءلة أو على الخوف والخضوع ، الأمر الذي يميز بين نظامي الحكم الديمقراطي والاستبدادي ، ويسمح بالحكم على مدى شرعية الأنظمة ، إضافة إلى قياس مدى استيعاب ثقافتنا السياسية للتعددية الحضارية وتحدي التحول نحو الديمقراطيىة.
من هنا يعرض الكتاب لمسارات التحول في الثقافة السياسية من خلال قراءة مكثفة لتطورها التاريخي ، وبوصفها جزءاً من الثقافة العامة للمجتمع ، وصولاً إلى ما رست عليه من قيم إنسانية واجتماعية تحدد العلاقة بين المواطن والسلطة، بما فيها من حقوق وواجبات متبادلة بين المواطن والنظام السياسي .