المؤلف: معتمر أمين
مراجعة: قسم التوثيق والمعلومات في مركز دراسات الوحدة العربية
الناشر: مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت
سنة النشر: 2024
عدد الصفحات: 384
في مقاربة مختلفة عن الدراسات التي تميل عادة إلى عرض أدوار الفاعلين الدوليين التقليديين (مثل الدولة والمنظمات الدولية والإقليمية وكذلك المنظمات من غير الدول) في العلاقات الدولية، يسلط هذا الكتاب الضوء على دور فاعل دولي جديد من غير الدول في حقل العلاقات الدولية بوجه عام وإنشاء دولة إسرائيل في فلسطين بوجه خاص، هو الرابطة العائلية العابرة للحدود، وتحديدًا رابطة روتشيلد العائلية. ويُقصد بالرابطة العائلية في هذه الدراسة، جماعة المصالح المترابطة، سواء وجدت في دولة محددة، أم لها فروع في أكثر من دولة، وتعمل كشبكة موحدة عبر حدود الدول، ولها تكوين فكري متجانس وأهداف رئيسة متوارثة عبر الأجيال، تؤثر في العلاقات الدولية.
ووفقًا لهذا التعريف، تظهر التجربة التاريخية أنه ينطبق على رابطة روتشيلد العائلية، حيث أسست هذه الرابطة فروعًا لها في خمس دول أوروبية، توزعت في ألمانيا وبريطانيا وفرنسا والنمسا وإيطاليا، وحازت نفوذًا اقتصاديًا من خلال شركاتها المصرفية التي مكنتها من ممارسة تأثير كبير عابر للحدود في السياسات الخارجية لعدد من الدول النافذة، ولا سيما في رعاية مشروع إنشاء دولة قومية لليهود في فلسطين، منذ المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بازل، سويسرا، في 29 آب/أغسطس 1897، وحتى إعلان قيام الكيان الإسرائيلي في 15 أيار/مايو 1948.
يعرض الكتاب لمقومات رابطة روتشيلد كفاعل عابر للحدود، متناولًا نشاط الرابطة في الأسواق المالية الذي مثّل أهم مقوماتها والنبع الرئيس لنفوذها، حيث تربعت على عرش إصدار السندات الحكومية وإدارتها في كبرى أسواق المال الأوروبية، وهو ما جعلها أكبر بنك في العالم على مدى القرن التاسع عشر، وحتى الحرب العالمية الأولى. وقد حافظت على نشاطها في أسواق المال العالمية حتى الوقت الراهن، بعد تولي الجيل الثامن قيادة الرابطة في عام 2018. كما أضافت أنشطة أخرى عابرة للحدود، مثل السكة الحديد وأنشطة تعدينية في مجالات متعددة منها الزئبق، والذهب، ومجالات أخرى مثل النفط. وأهلتها هذه المقومات للتأثير في عدة قضايا اقتصادية دولية، مثل نجاحها في تعميم الذهب كاحتياطي نقدي في البنوك المركزية.
وقد أظهرت رابطة روتشيلد تماسكًا أكسبها مزيدًا من النفوذ والتأثير في سياسات الدول تجاه القضايا التي تتبناها الرابطة التي اعتمدت على حاجة الدول إلى الاستدانة من مصارفها. وارتبط نفوذ الرابطة أيضًا بتمثيلها الجوالي اليهودية في أوروبا، وهو ما زاد من انعتاق الأقليات اليهودية ونمو مشروع الدولة القومية لليهود في فلسطين.
كما يعرض الكتاب بالتفصيل لدور رابطة روتشيلد في إنشاء دولة يهودية في فلسطين، وتحويل مشروع الدولة من فكرة إلى مشروع سياسي ترعاه دولة كبرى. كما يتناول دور الرابطة في مساندة الحركة الشعبية اليهودية التي انطلقت من شرق أوروبا وعرفت بالحركة الصهيونية، ويسلط الضوء على رعاية آل روتشيلد للمنظمة الصهيونية منذ نشأتها عام 1897 وحتى اشتداد عودها. ويبين دور رابطة روتشيلد في دعم وتنظيم الهجرة اليهودية إلى فلسطين، ولا سيما الهجرة الأولى (1882 – 1903) والهجرة الثانية (1903 – 1914)، ودورها في إقرار وعد بلفور 1917، إضافة الى الخطوات التي اتخذتها لتوفير الشروط السياسية والاقتصادية لتحويل هذا الوعد إلى واقع، خلال حقبة الاحتلال والانتداب البريطانيين منذ عام 1917 وحتى الإعلان عن قيام دولة «إسرائيل» عام 1948.
للحصول على الكتاب الرجاء الضغط على الرابط:
المصادر:
نُشرت هذه المراجعة في مجلة المستقبل العربي العدد 551 في كانون الثاني/يناير 2025.
مركز دراسات الوحدة العربية
فكرة تأسيس مركز للدراسات من جانب نخبة واسعة من المثقفين العرب في سبعينيات القرن الماضي كمشروع فكري وبحثي متخصص في قضايا الوحدة العربية

بدعمكم نستمر
إدعم مركز دراسات الوحدة العربية
ينتظر المركز من أصدقائه وقرائه ومحبِّيه في هذه المرحلة الوقوف إلى جانبه من خلال طلب منشوراته وتسديد ثمنها بالعملة الصعبة نقداً، أو حتى تقديم بعض التبرعات النقدية لتعزيز قدرته على الصمود والاستمرار في مسيرته العلمية والبحثية المستقلة والموضوعية والملتزمة بقضايا الأرض والإنسان في مختلف أرجاء الوطن العربي.