«في زمن تُعاد فيه كتابة التاريخ، من لا يملك قلمه يُمحى من الصفحة، فلنكتب نحن قصتنا ونصنع مستقبلنا، بعيدًا من هامش التاريخ، في قلب الحدث، وبعزيمة تُعيد للعرب مكانتهم ودورهم في عالم لا ينتظر أحدًا».

خالد شبلي

تمهيد

ما الذي يعنيه أن تكون «عربيًا» في هذا العالم المتحول؟ يبدو السؤال للوهلة الأولى وجوديًا، وربما فضفاضًا، لكنه في جوهره سياسي وفكري من الطراز الأول، لسنا أمام أزمة هوية فحسب، بل أمام أزمة مشروع، أزمة فعل مؤجَّل، وتاريخ حديث مثقل بإرث لم يُصفَّ بعد.

لم يعد مجديًا أن نعدّد مؤتمرات القمة العربية التي خرجت ببيانات لا تُطبَّق، أو أن نحصي المرات التي غابت فيها العواصم العربية عن موائد القرار الدولي. الأرقام هنا لا تكشف سوى السطح؛ فهي لا تقيس عمق الغياب الرمزي، ولا ترصد التآكل في المعنى، كما عبّر عنه إدوارد سعيد في نقده لمفاهيم «الحضور والتمثيل» في الفكر الغربي، فـ«العروبة» لم تعد مشروعًا حضاريًا نابضًا، بل غدت في كثير من الأحيان مجرد تعريف لغوي أو انتماء جغرافي باهت.

«حين يصبح الغياب سياسة، لا يعود التراجع مجرد عرضٍ طارئ، بل يتحوّل إلى بُنية حاكمة، وإلى نمط في التفكير قبل أن يكون خللًا في القرار».

إن أزمة العرب اليوم ليست في ضياع الدور فقط، بل في ضياع الرؤية، وانقطاع المعنى الجماعي، والتسليم بفكرة الهامش كقدر لا كاستثناء، وحين تغيب الرؤية، تصبح الهوية نفسها قابلة للاستعمار الرمزي، ويغدو التراجع ظاهرة تُفهم لا من خارج النظام الدولي، بل من داخل الذات العربية نفسها.

لقراءة الورقة كاملة يمكنكم اقتناء العدد 562 (ورقي او الكتروني) عبر هذا الرابط:

مجلة المستقبل العربي العدد 562 كانون الأول/ديسمبر 2025

المصادر:

نُشرت هذه المقالة في مجلة المستقبل العربي العدد 562 في كانون الأول/ديسمبر 2025.

خالد الضيف شبلي: باحث في القانون العام والنظم السياسية المقارنة – جامعة عنابة. عضو مخبر القانون والعمران والبيئة.


مركز دراسات الوحدة العربية

فكرة تأسيس مركز للدراسات من جانب نخبة واسعة من المثقفين العرب في سبعينيات القرن الماضي كمشروع فكري وبحثي متخصص في قضايا الوحدة العربية

مقالات الكاتب
مركز دراسات الوحدة العربية
بدعمكم نستمر

إدعم مركز دراسات الوحدة العربية

ينتظر المركز من أصدقائه وقرائه ومحبِّيه في هذه المرحلة الوقوف إلى جانبه من خلال طلب منشوراته وتسديد ثمنها بالعملة الصعبة نقداً، أو حتى تقديم بعض التبرعات النقدية لتعزيز قدرته على الصمود والاستمرار في مسيرته العلمية والبحثية المستقلة والموضوعية والملتزمة بقضايا الأرض والإنسان في مختلف أرجاء الوطن العربي.

إدعم المركز