الطفل الرقمي: جدلية التنشئة والقيم بين الأسرة والمنصة

مدخل

يمثل الطفل المتصل فاعلًا جديدًا في التنشئة الاجتماعية ضمن العصر الرقمي، إذ يعيش بين الأسرة الواقعية والمنصة الافتراضية، وهو ما يعيد طرح أسئلة حول القيم والهوية والانتماء. لم تعد التنشئة حكرًا على الأسرة والمدرسة، بل أضحت شبكة متعددة التأثيرات، يشارك الطفل في تكوين ذاته داخل فضاءات رمزية متعارضة أحيانًا. هذا التحول يعبر عن قطيعة مع التصورات الكلاسيكية للطفولة كما عرضها دوركهايم وفليب أرييس؛ فلم يعد الطفل مستقبِلًا سلبيًّا للقيم، بل أصبح فاعلًا يتفاعل لحظيًّا مع مؤثرات تتجاوز الحدود الثقافية والجغرافية. وتشمل هذه المؤثرات منصات التواصل الاجتماعي، والمحتوى الرقمي، والمشاهير الذين يمثلون مرجعيات جديدة للأطفال.

عرفت الأسرة تحولات عميقة في وظائفها بفعل الثورة الرقمية، التي غيّرت أنماط التواصل وأنتجت نماذج تنشئة غير مألوفة. لم يعد الطفل يتلقى قيمه من الأسرة فقط، بل من مضامين رقمية مكثفة ومتنوعة، تخلق مرجعيات مزدوجة ومتنافسة.

في هذا السياق، يُطرح سؤال محوري: هل لا تزال الأسرة قادرة على أداء دورها التربوي؟ فنحن أمام نمط جديد من التنشئة ينتقل من الشكل العمودي التقليدي إلى شكل أفقي شبكي، حيث يعيد الطفل اختيار وتدوير ما يتلقاه، وهو ما يفرض على الأسرة الدخول في مفاوضة مستمرة مع مرجعيات بديلة قد تضعف من سلطتها التربوية، وتخلق وعيًا قيميًّا متعددًا لدى الطفل.

لقراءة الورقة كاملة يمكنكم اقتناء العدد 560 (ورقي او الكتروني) عبر هذا الرابط:

مجلة المستقبل العربي العدد 560 تشرين الأول/ أكتوبر 2025