المصادر:
نُشرت هذه الدراسة في مجلة المستقبل العربي العدد 552 في شباط/فبراير 2025.
رشيد جرموني: أستاذ علم الاجتماع، جامعة مولاي إسماعيل، مكناس – المغرب.
[1]كشف تقرير رسمي صادر عن المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية سنة 2012، عن تدني نسبة المواطنين الذين يثقون بالمؤسسات السياسية (7.7 بالمئة) وهي أضعف نسبة مقارنةً ببقية المؤسسات الأخرى (كالأمن والتعليم والصحة والعدل). من جهة أخرى، سجل التقرير إياه نسبة ضعيفة من المواطنين الذين يصوتون في الاستحقاقات الانتخابية (50 بالمئة) لا يرون فائدة من التصويت، وهذه النسبة تبقى ثابتة عند فئة الشباب (51.6 بالمئة). انظر: Institut Royal des Etudes Stratégiques, «Rapport de l’Enquête Nationale sur le Lien Social au Maroc,» 21 mars 2012, (Programme d’étude «lien social au Maroc: quel rôle pour l’Etat et l’ensemble des acteurs sociaux?»), <https://www.ires.ma/fr/think-tank/societe/lien-social.html>.
[2] وجب أن أنوه إلى أن القسم الأكبر من البحث الميداني أجري بمساهمة الباحثة سهلية عصيد، وهي باحثة في السوسيولوجيا، جامعة مولاي إسماعيل بمكناس، حاصلة على ماجستير في تخصص «سوسيولوجيا التغير الاجتماعي والتجديد»، سنة 2022. وبهذه المناسبة أود أن أشكرها على ما قدمته للبحث ومن تمكنها من جمع معطيات غنية أفادت كثيرًا في إغناء هذه الورقة، كما لا تفوتني هذه المناسبة لشكر كل الفاعلين السياسيين والجمعويين الذين لم يبخلوا علينا بوقتهم في إجراء البحث، ولا حتى بتمكيننا من مجموعة من الوثائق الحزبية.
[3] باحث أمريكي في العلوم السياسية، كانت بداياته الأكاديمية الأولى في جامعة ميشيغان، ثم درس في جامعات عالمية، كمرسيليا في فرنسا وروما في إيطاليا، وتقلد منصب رئاسة الجامعة الأميركية في بيروت. ما بين سنتي 1965 و1967 أنجز أطروحته للدكتوراه في موضوع: «أمير المؤمنين: الملكية والنخبة السياسية المغربية»، وهو الكتاب الذي كان ممنوعًا في المغرب في عهد الملك الحسن الثاني، إلى أن تم رفع الحظر عنه في العقد الأخير من القرن العشرين. انظر: جون واتربوري، أمير المؤمنين: الملكية والنخبة السياسية المغربية، ترجمة عبد الغني أبو العزم، عبد الأحد السبتي وعبد اللطيف الفلق، ط 3 (الرباط: مؤسسة الغني للنشر، 2013).
[4] Mounia Bennani-Chraïbi, Partis politiques et protestations au Maroc (1934-2020), collection Res publica (Rennes: Presses universitaires de Rennes, 2021), p. 33, <http://books.openedition.org/pur/142665> (date de consultation 18 mars 2022).
[5] محمد الرضواني، التنمية السياسية في المغرب: تشكل السلطة التنفيذية وممارستها من سنة 1956 إلى سنة 2000، سلسلة بدائل قانونية وسياسية؛ 12، ط 2 (الرباط: المؤلف، 2019)، ص 8.
[6] نصر عارف، نظريات السياسة المقارنة ومنهجية دراسة النظم السياسية العربية: مقاربة إبستيمولوجية (ليزبرج: الولايات المتحدة الأمريكية: جامعة العلوم الإسلامية والاجتماعية، 1998) (انظر بنوع خاص الفصل الأول: المصادر الفكرية لنظريات التنمية السياسية).
[7] هي خطة تنموية أطلقها الملك محمد السادس في 18 أيار/مايو 2005، لمواجهة معضلة الفقر كما وصفها الخطاب الرسمي. وهي كما يقول الباحث حسن طارق: «لقد شكلت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، لحظة تحول على مستوى ترتيب – الأولويات، على أساس ليس فقط إعادة مركزة المسألة الاجتماعية على رأس جدول أعمال المغرب الرسمي، بل كذلك من خلال تجاوز نظرة تقنوية للقضايا الاجتماعية بشكل يجعل هذه الأخيرة رهينة تبعية لحل إشكالية النمو الاقتصادي، دون التفكير في أدنى سياسة إرادوية وتدخلية بمضمون تضامني»، انظر: حسن طارق، «تاريخ السياسات الاجتماعية بالمغرب: محاولة في التحقيب،» ورد في: حسن طارق [وآخرون]، «السياسات الاجتماعية بين الهاجس الأمني والضرورة التنموية،» المجلة المغربية للسياسات العمومية (الدار البيضاء)، عدد مزدوج 2 – 3 (2008)، ص 20.
[8] لفهم خلفيات دعوة الملك إلى إعداد نموذج تنموي جديد بالنظر إلى الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي سادت عبر عقود في المغرب، يكفي أن نشير إلى تقرير رسمي (حكومي) «المندوبية السامية للتخطيط» في دراستها «الاستهلاك ونفقات الأسر» لسنة 2014، أكدت أن «نفقات 10 بالمئة من الأُسر الأكثر يسرًا كانت تمثل أكثر من ثلث إجمالي نفقات الاستهلاك (33.8 بالمئة)، مقابل 2.6 بالمئة في أوساط 10 بالمئة من الأُسر الأقل غنى (أي بفارق 13 مرة)، وهو ما يعمق الشعور بالتفاوت واللامساواة الاجتماعية في الاستفادة من الموارد المتاحة في المغرب». انظر: «Enquête nationale sur la consommation et les dépenses des ménages,» Haut-Commissariat au Plan du Maroc, <https://tinyurl.com/48d8fmay> (date de consultation 24 février 2017).
في هذا الصدد يتحدث الباحث الاقتصادي نجيب أقصبي أنه «إذا أردنا أن نقدم بديلًا يجب طرح السؤال عن الخيارات التي وضعها المغرب منذ خمسين أو ستين سنة، والحديث عن فشل النموذج التنموي الحالي هو حديث عن فشل هذه الاختيارات التي يمكن تلخيصها في الرهان على اقتصاد السوق والقطاع الخاص والاندماج في العولمة…، لكن المغرب لا يزال يعتمل فيه اقتصاد الريع، لأن المنظومة السياسية تعزز السلطة عبر الريع الاقتصادي وتبني تحالفات طبقية». انظر: تصريح الباحث لجريدة هيسبريس الإلكترونية، بتاريخ 3 حزيران/يونيو 2021 (تاريخ المشاهدة 10 نيسان/أبريل 2022).
[9] بعدما تأكد للفاعل الملكي أن النموذج التنموي المطبق في المغرب لم يعد يحقق التنمية المنشودة، وقد جاء هذا القرار بعدما توصل الملك بالكثير من التقارير الرسمية والخارجية التي تؤكد هذه الحقيقة، لهذا دعا في خطاب رسمي إلى تأليف لجنة لإعداد النموذج التنموي، حيث يقول الملك: «قررنا تكليف لجنة خاصة، مهمتها تجميع المساهمات، وترتيبها وهيكلتها، وبلورة خلاصاتها، في إطار منظور استراتيجي شامل ومندمج؛ على أن ترفع إلى نظرنا السامي، مشروع النموذج التنموي الجديد، مع تحديد الأهداف المرسومة له، وروافد التغيير المقترحة، وكذا سبل تنزيله». (من خطاب الملك بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الثالثة من الولاية التشريعية العاشرة، بتاريخ 12 تشرين الأول/أكتوبر 2018).
[10] محمد عابد الجابري، المغرب المعاصر: الخصوصية والهوية.. الحداثة والتنمية (الدار البيضاء: المركز الثقافي العربي، 1988)، ص 127.
[11] يشرح الباحث محمد الطوزي على نحو جيد، مفهوم المخزن، حيث يقول: «يعتبر مفهوم المخزن مفهومًا دنيويًا من دون شحنة دينية، ومفتقدًا لأية صفة أخلاقية سامية. لذلك وجب التمييز بينه وبين المؤسسات الإدارية الرسمية من جهة، وبينه وبين الملك من جهة أخرى. فالمخزن موضع الإسقاطات السلبية والإيجابية على السواء، همه الوحيد هو الحفاظ على الأمن والاستقرار وجعل مصلحة الدولة قيمة فوق كل اعتبار، وهي مهمات تستوجب استعمال القوة بشكل مستمر، وترك الأخلاق والعواطف جانبًا. كما يمتلك المخزن قدرة كبيرة على الاختراق والانتشار على جميع التراب الوطني… فالمخزن وسيلة الملك تمكنه من الهيمنة من دون أن تمتزج لاشرعية طرقه في العمل إبان الأزمات، بالشرعية الملكية الأزلية»، انظر: محمد الطوزي، الملكية والإسلام السياسي في المغرب، ترجمة محمد حاتمي وخالد الشكراوي؛ مراجعة عبد الرحيم بنحادة (الدار البيضاء: نشر الفنك، 2001)، ص 33.
[12] Bennani-Chraïbi, Partis politiques et protestations au Maroc (1934-2020), pp. 52-53.
[13] نور الدين أشحشاح، القوى السياسية: الأحزاب والجماعات والرأي العام (طنجة، المغرب: مطبعة اسبارطيل، 2007)، ص 25.
[14] أسامة الغزالي حرب، الأحزاب السياسية في العالم الثالث، عالم المعرفة؛ 117 (الكويت: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، 1987)، ص 39 – 40.
[15] يكشف الباحث (الغزالي)، أن تجربة الأحزاب السياسية بالوطن العربي، لم تقطع مع الإرث الطائفي والإثني والديني والقبائلي، ولم تتشكل كؤسسات حديثة تتميز بالعقلانية والجدارة.
[16] Bennani-Chraïbi, Partis politiques et protestations au Maroc (1934-2020), pp. 53-54.
[17] انظر جزءًا من هذا النقاش: نور الدين الزاهي، الزاوية والحزب: الإسلام والسياسية في المجتمع المغربي (الدار البيضاء: إفريقيا الشرق، 2011)، ص 232.
[18] «تم تكريس نظام التعددية الحزبية بموجب ظهير الحريات العامة الصادر سنة 1958، ثم بموجب الدساتير التي نصت ابتداءً من سنة 1962 على حظر الحزب الواحد، واعترفت للأحزاب بدور تنظيم المواطنين وتمثيلهم»، انظر: أشحشاح، القوى السياسية: الأحزاب والجماعات والرأي العام، ص 95.
[19] هي جماعة دينية أسسها الشيخ عبد السلام ياسين سنة 1987، بعدما انفصلت عن الشبيبة الإسلامية التي كان يرأسها الشيخ عبد الكريم مطيع، تتميز الجماعة بطابعها الصوفي وبنهجها المعارض لنظام الدولة، فهي لا تشارك في الحياة السياسية والحزبية، بل تقاطع كل المحطات الانتخابية، وتعتبرها ذرًا للرماد في العيون، وتلميعًا لصورة النظام الديمقراطية. وعلى الرغم من عدم مشاركتها في الحياة الحزبية، فهي تملك دائرة سياسية تعبر من خلالها عن مواقفها وتصوراتها من الحياة السياسية بالمغرب (معطيات البحث الميداني، 2021).
[20] حزب سياسي مغربي تأسس سنة 1995 من طرف مجموعة من الناشطين من المنظمة الماركسية – اللينينية (كمنظمة إلى الأمام)، التي تمثّل الخلفية الأديولوجية والفكرية للحزب، ويسعى هذا التنظيم إلى بناء نظام اشتراكي يقضي على الرأسمالية، والنضال ضد تبعية المغرب للإمبريالية الأمريكية وللمؤسسات الدولية، كالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي. يتبنى الحزب الماركسية ويناضل من أجل «ملكية برلمانية» وإزاحة «المخزن»، ويدعو إلى علمانية تفصل الدين عن الدولة، ويطالب بايلاء اللغة الأمازيغية مكانتها الرئيسية كلغة رسمية في المغرب (معطيات البجث الميداني، 2021).
[21] آصف بيات، الحياة سياسية: كيف يغير بسطاء الناس الشرق الأوسط، ترجمة أحمد زايد (القاهرة: المركز القومي للترجمة، 2014)، انظر بشكل خاص الفصل السادس (استعادة الشبابية).
[22] واتربوري، أمير المؤمنين: الملكية والنخبة السياسية المغربية، ص 44.
[23] ريمي لوفو، الفلاح المغربي المدافع عن العرش، ترجمة محمد بن الشيخ؛ مراجعة عبد اللطيف حسني، سلسلة أطروحات وبحوث جامعية؛ 2 (الرباط: منشورات وجهة نظر، 2011)، ص 302.
[24] Aziz Mechouat, Le Mouvement du 20 février au Maroc: Identité, Organisation et Discours (Allemagne: Presses Francophones Académiques, Saarbrücken, Deuthland, Allemangne, 2013).
[25] Bennani-Chraïbi, Partis politiques et protestations au Maroc (1934-2020), pp. 401-402.
(تجدر الإشارة إلى أن النص من صياغتنا لكن المعلومات الواردة فيه تعود للباحثة الشرايبي).
[26] رقية أشمال، «الشباب والاحتجاج: بدائل لتحريك التحول الديمقراطي،» مسالك، العددان 51 – 52 (2015)، ص 63.
[27] حسن طارق، دستورانية ما بعد انفجارات 2011: قراءات في تجارب المغرب وتونس ومصر (بيروت؛ الدوحة: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2016)، ص 192.
[28] للتوضيح، فإن مجلس الوزراء، الذي يرأسه الملك، والذي حدد الفصل 49 من الدستور الجديد (2011)، مجموعة من «القضايا والنصوص التي يناقشها هذا المجلس: كالتوجهات الاستراتيجية لسياسة الدولة؛ مشروعات مراجعة القوانين التنظيمية؛ التوجهات العامة لمشروع قانون المالية؛ مشروعات القوانين – الإطار؛ مشروع قانون العفو العام؛ مشروعات النصوص المتعلقة بالمجال العسكري؛ إعلان حالة الحصار والحرب». انظر: المصدر نفسه، ص 103. تجدر الإشارة هنا إلى أن اختصاصات المجلس الوزاري في النسخ الدستورية السابقة على الأقل لسنتي 1992 و1996، شكلت مجالًا للنقاش بين الكثير من الباحثين، حيث يرى محمد الساسي أن «استمرار ارتهان عمل المجلس الحكومي إلى إيقاع مجلس الوزراء الذي يتعين أن تحال عليه أهم وأغلب القضايا التي فصل فيها مجلس الحكومة، من دون أن يكون بمستطاع هذه الأخيرة أن تصنع أي شيء لضمان اجتماع المجلس الوزاري الذي قد يتأخر انعقاده لعدة شهور». انظر: محمد الساسي، «العلاقة بين الدستور والانتقال الديمقراطي في الغرب: مرحلتان، رؤيتان،» المجلة المغربية للعلوم السياسية والاجتماعية، السنة 1، العدد 1 (خريف 2010 – شتاء 2011)، ص 23.
[29] طارق، المصدر نفسه، ص 192.
[30] المصدر نفسه.
[31] لفهم جزء من المأزق الذي حصل للأحزاب اليسارية في تجربة التناوب التوافقي، انظر: عبد الحي مودن، عبد الرحمن العمراني، اليسار المغربي: الفكرة والممارسة، الدفاتر الزرقاء؛ 14 (سلا: مؤسسة عبد الرحيم بوعبيد، 2009)، ص 8.
[32] طارق، المصدر نفسه، ص 193.
[33] Bennani-Chraïbi, Partis politiques et protestations au Maroc (1934-2020), pp. p.436.
[34] Abdelmoughit Benmmessaoud Tredano, «Transition et autopsie d’une opposition agonisante: ou la recherche d’une opposition perdue,» Revue Marocaine de Sciences Politique et Sociale (Centre de Recherche et d’Etudes en Sciences Sociales, Rabat), vol. 1, no. 1 (automne 2010-hiver 2011), p. 139.
[35] رشحت في تصريحات البحث الميداني مع الفاعلين الشباب، مسألة عدم الاتفاق مع القيادة السياسية في تقدير الكثير من المواقف السياسية، كالموقف من الانخراط في «حراك 20 فبراير» أو تزكية النموذج التنموي الجديد الذي دعا إليه الفاعل الرسمي، من دون إشراك «حقيقي» للأحزاب، أو غيرها من المواقف.
[36] Alain Touraine, Le Retour de l’Acteur: Essai de Sociologie, Collection Mouvements; no. 3 (Paris: Fayard, 1984), p. 109.
بدعمكم نستمر
إدعم مركز دراسات الوحدة العربية
ينتظر المركز من أصدقائه وقرائه ومحبِّيه في هذه المرحلة الوقوف إلى جانبه من خلال طلب منشوراته وتسديد ثمنها بالعملة الصعبة نقداً، أو حتى تقديم بعض التبرعات النقدية لتعزيز قدرته على الصمود والاستمرار في مسيرته العلمية والبحثية المستقلة والموضوعية والملتزمة بقضايا الأرض والإنسان في مختلف أرجاء الوطن العربي.