«المثقَّف الحقيقي هو الذي لا يضيِّع بوصلته ولا يغرق في التفاصيل… عندما يكون الوطن مستهدفاً علينا الاصطفاف تحت سقفه لكي نقاتل، وكلٌّ يقاتل بأدواته».
خالد أبو خالد
مقدمة
من نوافذ التاريخ تسللت إلينا قصص وروايات ومواقف الالتزام على الموقف أو الفكرة أو كليهما. كان سقراط الفيلسوف نموذجاً للالتزام، عندما رفض الهرب من السجن وتجرَّع السم تعبيراً عن التزامه بفكره وفلسفته. ودفع المسيح دمه مهراً ليدشِّن رسالة المحبة والسلام للبشرية، وظلَّ غاليليو في لحظات سحقه وتدمير جسده ملتزماً بفكرة دوران الأرض وعبَّر عن ذلك وهو يقتل بعبارته «مع ذلك فهي تدور». لا تموت الفكرة حتى لو مات صاحبها، والالتزام بالفكرة والرسالة أصعب من أن تبشر بهما؛ أما مناضلنا وشاعرنا وثائرنا خالد أبو خالد (فتى كنعان) فهو فلسطيني الوجه عربي القلب أممي العاطفة، يستل علاقة تنافذية بين تلك الروابط ليوحدها بفوهة بندقيته، ودويّ قصائده الملتهبة الثائرة. فما زالت قصيدة الشاعر المقاتل رغم سنيّ عمره الممتدة بامتداد أهداب القضية الفلسطينية تحافظ على زخمها وثوريتها والتزامها بفلسطين والعودة إلى فلسطين.
المثقف كلمة، لها دور ووظيفة؛ فهو محارب للشر بأدوات ووسائل أخلاقية. ويدفع بعجلات التاريخ إلى الأمام، عبر تصوراته ومواقفه الناضجة بالضرورة. يدفع المثقف الملتزم بفكرة التزامه وموقفه اتجاه القضية الملتزم بها إلى فضاء الفعل والتطبيق والترجمة الاجتماعية والسياسية والثقافية. كان للمثقفين السبق في قيادة النضال ضد الاستعمار الكولونيالي في فلسطين. واكتوى المثقفون بنار الاستعمار وآلته الإمبريالية، مثلما علمت كلمات المثقفين وبنادقهم الاستعمار معنى كلمة المثقف ومقولته ودوره وفلسفته اتجاه وطنه وعدالة قضيته؛ في كشف عورة النظام الاستعماري وعهره، وعلى مقاصل الاستعمار أهدرت أرواح الكثير من الفلسطينيين المثقفين العضويين والتقليديين والثوريين والمشتبكين؛ لكن لم تهدر أفكارهم، وخصوصاً الملتزمة منها؛ فهم تركوا لنا إرث الالتزام في بطولاتهم، ورواياتهم، وأشعارهم، ومواقفهم وأدوارهم السياسية والاجتماعية والثقافية الوطنية؛ راسمين بدمائهم وحروفهم خارطة فلسطين الوطن.
1 ـ حياة خالد أبو خالد
ولد خالد محمد صالح أحمد، عام 1937 في قرية سيلة الظهر (قضاء جنين). ترعرع ونما خالد على ضريح أبيه الشهيد القسامي محمد صالح أحمد (أبو خالد). استُشهد أبو خالد في معركة دير غسانه عام 1938[1]، وتكفل رجل الدين الشيخ محمد يوسف عبد القادر خالدَ أبو خالد، وهو جدّه لأمه. تعرف خالد إلى الطبيعة عبر كل الفصول، واستمع لصوت الشبّابة واليرغول، وأجراس الغنم والبقر، وصوت سقوط المطر على سطح البراكية التي تؤوي خالداً مع أمه وأخته الوحيدة. واستمع خالد أبو خالد إلى العتابا والميجنا والدلعونا، وشارك أهل قريته (سيلة الظهر) الأفراح والأتراح[2]. درس خالد في كلية النجاح الوطنية في نابلس، وتعلم فيها على يد الشاعر الشهيد عبد الرحيم محمود، الذي كان رفيقاً لوالد خالد (محمد صالح أحمد) في الثورة الفلسطينية[3].
2 ـ خالد… شاعراً
تبلورت الشخصية الشعرية لدى «فتى كنعان» (خالد أبو خالد) بفعل عدد من المؤثرات، أهمها: قراءته القصائد على ضريح والده الشهيد القسامي، فكان ينشد على ضريح والده:
يا ظلام القبر خيّمْ إننا نهوى الظلاما
ليس بعد القبر إلا فجر مجد يتسامى
أصل الشطر الأول (يا ظلام السجن خيّمْ) لكن جده قام بتحوير الشطر الأول ليناسب الموقف الرثائي بين الثائر الشهيد والثائر الشاعر. أسهم كذلك الشاعر الشهيد عبد الرحيم محمود في استنهاض شاعرية فتى كنعان؛ فكان عبد الرحيم، المعلم والثائر والشاعر، يحول درس العربية أو التاريخ والجغرافيا، إلى درس في الثورة وأدب الثورة. ويشير خالد أبو خالد إلى ذلك بقوله: «أستاذي عبد الرحيم محمود الشاعر الشهيد الذي أخبرني أنه رافق أبي في ثورة الثلاثينات، لقد رباني عبد الرحيم محمود على تاريخ الثورة، وعلمني الذهاب إلى عروة بن الورد وعنترة والمتنبي في وقت مبكر من دراستي الابتدائية، وفتح عيني على المسرح الذي أسسه في كلية النجاح الوطنية في مدينة نابلس كما فتح عيني على السينما»[4]. إلى أن قضى عبد الرحيم محمود شهيداً في معركة الشجرة. أما رفيقه وصديقه ناجي علوش، أحد أدباء المقاومة، فساعد على نشر أول كتابات خالد ورسوماته في جريدة الشعب الكويتية، وحمل علوش قصائد خالد إلى مجلة الآداب التي تكرس الشاعر بامتياز[5].
يعد خالد أبو خالد من رواد مطوري المدرسة الواقعية الثورية في الأدب العربي، وقد تميز خالد من رفاقه الشعراء من المدرسة الواقعية الثورية، في تقديمه نماذج جديدة (القصيدة الغنائية الطويلة). تتجلى القضايا السياسية والاجتماعية والوطنية في شعر خالد أبو خالد كقضايا لا كعناوين ملخصة أو متحولة؛ لا يتحدث خالد وشعره عن الشهيد بل عن الشهادة، كما لا يندد بالخائن (كشخص) إنما بالخيانة كقضية وظاهرة، وتنساب القضايا لدى خالد لتأخذ أبعاداً تاريخية وإنسانية. يكرس شعره الجدل/الجدلية؛ فالأرض تلتقي بالحب والموت، وبالمرأة والشهوة، والنصر/الهزيمة، والموت/الحياة، والحب/الحقد. يستبشر الفارس والشاعر والثائر خالد النصر والحب والحياة حتى في حالات اليأس. ذات خالد أبو خالد وأشعاره كذلك؛ تلتحم بالأمة والوطن والنضال والموت والحياة، ومن خلال ذلك الالتحام يتصل بالعالم، لا يعيش خالد أبو خالد قضيته لأنها قضيته فهي قضية بغداد وبيروت وعمان وعكا وحيفا والقاهرة[6].
3 ـ الفارس المناضل
شارك أبو خالد في التظاهرات والحراك السياسي منذ منتصف الخمسينيات، وبعد عام 1960 شارك مع رفاقه في تأسيس «حركة طلائع الثورة العربية» التي تفرعت عنها «حركة طلائع تحرير فلسطين». عمل كنعان الفتى (خالد أبو خالد)، في الإذاعة والتلفزيون بدمشق، واستقال من هذا العمل بعد هزيمة 1967؛ ليلتحق بالثورة الفلسطينية (حركة فتح) فدائياً مقاتلاً. ترقّى في مهامه القتالية، وأصبح نائباً لآمر القطاع الأوسط الشمالي حتى أيلول/سبتمبر 1970. ثم أصبح قائداً عاماً لقوات الثورة الفلسطينية في شمال الأردن. انتخب عام 1972 عضواً في الأمانة العامة لاتحاد الكتاب والصحافيين الفلسطينيين للمؤتمر التأسيسي، وظل عضواً حتى عام 1980. وانتخب أميناً لسر الاتحاد (فرع سورية). ينشط كنعان الفتى حالياً في مجال الأدب، وهو عضو في تحرير مجلة الكاتب الفلسطيني، وعضو لجنة العمل النقابي. انتخب أخيراً في مؤتمر لإعادة بناء اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين كعضو في الأمانة العامة من جديد[7]، وهو عضو اتحاد الصحفيين العرب، وعضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، والاتحاد العام للفنانين التشكيليين الفلسطينيين، ورابطة الكتاب الأردنيين[8].
اختير خالد من أول المنتدبين إلى فيتنام لتعلم تجربة الحرب الشعبية، ولما عاد من فيتنام لم يستطع خالد أبو خالد تطبيق ما تعلّمه هناك؛ بسبب حالة الفوضى والاستزلام والارتجال في الثورة الفلسطينية. ونبّه خالد أبو خالد الشباب الثوريين الصادقين من اقتراب حالة الخراب والدمار في الثورة الفلسطينية. حضر الكاتب والشاعر الفرنسي جان جينيه إلى الأردن للاطلاع على التجربة الفلسطينيّة، فالتقى جينيه بالشاعر خالد أبو خالد، وسمعه وهو يغنّي، ويقود الفدائيين، حيث افتتن جينيه بشخصية خالد. وقد عبّر جينيه عن إعجابه بهذه الشخصية الأسطورية، في كتاب له بعنوان أسير عاشق، الذي ترجمه الكاتب والشاعر العراقي كاظم جهاد بعد خروج الثورة الفلسطينيّة من الأردن عام 1971، التقى جان جينيه بعرفات، فنقل جينيه لعرفات ما سمعه من خالد أبو خالد من نقد للقيادة، ودعوة إلى الثورة في الثورة، فأمر عرفات بحبس خالد في سجن الهامة (في سورية). بعد خروج خالد أبو خالد من السجن حزن حزناً كثيراً، واعتكف في بيته بضاحية المزّة، وكتب عدداً من القصائد المجموعة في ديوان تغريبة خالد أبو خالد[9].
«كان للكلمة عند خالد أبو خالد رائحة من يرى أرضَ فلسطين أمام عينيه فيعطرها ببارود البندقية، فلما أُسكتت البندقية كان لديه من الوقت ما يجود فيه نسيج شال من باهر الصور، ومن غناء الأوتار، ومن تلاوين مروج هذه المطلاَّت ما يليق أن تضعه فلسطين على كتفيها في ليلة باردة»[10]. يجمع خالد أبو خالد بين البندقية والقلم في تجربة فريدة ونادرة، وينتمي إلى مدرسة «بالدم نكتب لفلسطين»، تلك المقولة التي أطلقها الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين عام 1972، والمثقف الجيد لدى خالد أبو خالد هو المقاتل الجيد[11].
4 ـ المثقف الملتزم
نرى فلسطين في عيون خالد وشعره، فلسطين هي فلسطين الانتدابية/التاريخية. يرفض خالد أبو خالد البرنامج المرحلي ـ برنامج النقاط العشر ـ الذي ينص على إقامة دولة فلسطين على أراضي 1967؛ فهو ملتزم بفلسطين كاملة غير منقوصة أو مجزوءة، وقضية العودة مرتبطة لديه بالتحرير. ولا يطالب خالد أبو خالد بحق العودة، إنما بالعودة، فحق العودة يعني أن جميع القضايا الفلسطينية أنجزت وحلت وبقيت قضية العودة[12].
يرفض خالد «أوسلو» فكرة وبنية ودوراً؛ ويطالب كذلك بإسقاط البرنامج المرحلي، وقرارات المجالس الوطنية، التي أجهضت بنود التحرر والنضال، وشوَّهت ومزَّقت جغرافيا فلسطين. ففلسطين لدى خالد أبو خالد من النهر إلى البحر. ومن رأس الناقورة إلى رفح[13]. أما المثقف الفلسطيني فهو برأيه الذي يصنع دوره، ولا ينتظر أحداً أن يصنع له إياه، ودور المثقف يصنع من خلال إنتاجه. أما مقولة المثقف وكلمته فيجب أن تكونا كما يمليه ضميره من دون خوف أو وجل. ويرى خالد أن منظمة التحرير همَّشت الثقافة الفلسطينية والمثقف، ومثقفيها الذين باعوا أنفسهم بالمنصب والمال، فمصيرهم إلى مزابل التاريخ[14].
كما يحذر خالد من تحويل اللاجئين العرب الفلسطينيين إلى مغتربين، في الدول التي يعيشون فيها؛ لأن مصطلح المغترب ينطوي على دلالات مغايرة للدلالات التي ينطوي عليها مصطلح اللاجئ، فالمغترب هو من خرج أو غادر أرض وطنه الأصلي على نحوٍ اختياري، أما اللاجئ الفلسطيني فطُرد من بلده، وهُدمت قريته أو مدينته، وقُتل أهله، فخرج من بلده ووطنه قسراً، وأضحى تحت رعاية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، فكانت مبادرة إنشاء دائرة المغتربين في منظمة التحرير الفلسطينية من قبل المتنفذين في المنظمة وجماعة أوسلو. كما يتخذ خالد أبو خالد موقفاً معارضاً ومندداً بالانقسام الفلسطيني ويدعو إلى الوحدة الوطنية، كما يطالب بإعادة الصراع إلى جوهره من حيث هو صراع عربي ـ صهيوني على أرض فلسطين التاريخية[15]. وهذا ما نعت به خالد أبو خالد أوسلو في رسالته الإلكترونية التي أرسلها لغاية الدراسة: «عملية أوسلو التي جاءت بعد عملية كامب دايفيد التي أخرجت مصر من ساحة الصراع كدولة وأعقبتها بعد ذلك أوهام الدولة، التي جرّت القيادة الفلسطينية إلى الانخراط في عملية أوسلو التي تستهدف إخراج الشعب العربي الفلسطيني من واقع الصراع وصولاً إلى تصفية القضية الفلسطينية، وإخراج شعبنا نهائياً من التاريخ… وأنا هنا لا أتحدث عن مقدار النجاحات التي حققتها عملية أوسلو في هذا الاتجاه ولا عن إخفاقاتها… إن فلسطين أرضاً وشعباً لا تقبل القسمة على اثنين، ولا تقبل التصفية، لكن الذي حدث هو أن القيادة الفلسطينية قد وظفت الدم الفلسطيني والصدامات مع الأنظمة العربية، والتسيّب الإداري والعسكري والإجرائي في مجالس م.ت.ف.. وعناصر أخرى عديدة لكي نصل إلى أوسلو، وتسمي كل ذلك قراراً فلسطينياً مستقلاً ومشروعاً وطنياً… إلى ما هنالك من أوهام لا تصمد أمام أية محاكمة واقعية، وقد تم ذلك كله تحت يافطة الواقعية في الصراع تتطلب ذلك…»[16].
يشيد مراد السوداني كذلك بالتزام الشاعر خالد أبو خالد بقوله: «منذ ما يزيد على أربعين عاماً وكنعان الفتى يجهد في مشروعه الشعري مصوِّباً فوهة الكلام نحو العدو الذي نازله الفتى بفوهة البندقية… وأطلق قلبه قذيفة لاهبةً تدق جدران صمتنا الخائر الملغوم… لم تتغير بوصلة الفتى فوجهتها التراب الحر… الثابت فلسطين… فإما فلسطين وإما فلسطين… نشيد الفتى اليومي… وهاجس قلمه الحربي… يعلي الكلام على أسنّة الرؤية الوقادة… ويتشوف الغد… هو الذي قد رأى وكابد وعاند وشفَ وشافْ…»[17].
يتشبث خالد أبو خالد ويتعلق بكل ذرة من تراب فلسطين، ويطالب بحيفا ويافا وعكا قبل المطالبة بأي مدينة فلسطينية أخرى. ناضل بالكلمة تارة والبندقية تارةً أخرى، وما زال يتمسك بالبرنامج الاستراتيجي لتحرير فلسطين، فالمثقف في نظره يحرس الحلم الفلسطيني في مواجهة ممكنات السياسة. فخالد الثائر الشاعر ملتزم بقضايا شعبه ووطنه في مقاومة الاستعمار لا يقبل أنصاف الحلول ولا يقنعه أنصاف الرجال[18]. ودفع خالد أبو خالد ثمن التزامه بموقفه الوطني.
5 ـ خالد… وسيميولوجيا الالتزام شعراً
في فضاء القصيدة الثورية المتخارجة عن نهج الهزيمة والتسوية والتطبيع والانحدار، بين الكلمات والحروف تُشتمُّ رائحة البارود والدم، وتحك الرصاصات والبنادق ذهن القارئ لكثرة ترددها، وتحملك الأفعال الشعرية إلى رحلة وطنية من رأس الناقورة إلى رفح وبيسان وصفد وعكا وحيفا والخليل وبيت لحم والجليل ويافا والقدس، وفي محطات من الرحلة تلتقي غيفارا والمهلهل وعنترة، وتطول الرحلة لترتحل إلى عواصم عربية شقيقة فتصل إلى بغداد وبيروت والقاهرة ودمشق والكويت وغيرها من الدول والمدن العربية، لتمتد بك الرحلة الثورية الوطنية على أهازيج العوديسا وبالأنغام الثورية والمعاني الوطنية إلى النضال الأممي في هانوي وفيتنام والمد الآسيوي، وتتمفصل في العوديسا وقائع تاريخية من النضال الفلسطيني؛ فتلقي العوديسا الفلسطينية بظلالها على عيلبون وأيلول الأسود ومعارك بيروت وصبرا وشاتيلا.
يدشن خالد أبو خالد بأفعاله الشعرية، ويسطر بالدم، وينحت بالصخر الأصمّ موقفه الالتزامي اتجاه فلسطين بمقولته الشهيرة «إما فلسطين وإما فلسطين»، ويتخارج خالد أبو خالد ويدعو المظلومين والمقهورين إلى التخارج الثوري عن نسق القبيلة/الحزب التي لم تعد قادرة على توفير الكرامة لنفسها أو لأعضائها حيث يقول:
اتبعوني
صعاليك كل القبائل
هذا زمن الصعاليك
مات زمان الأمير المخدر بالدم
صارت عضامه مكاحل[19]
هذا بيان ثوري من خالد أبو خالد لكل المستعمَرين والمضطهدين والمهمشين، إلى الخروج عن النسق الاجتماعي والسياسي المتخدر الذي تعايش مع الظلم، وأضحى الظلم والإقصاء سمة من سمات النسق المظلوم تماهياً وامتثالاً مع مقولة عالم الاجتماع عبد الرحمن بن خلدون «ولع المغلوب بالغالب»؛ فالمغلوب/المسؤول الفلسطيني تعلم الظلم والقهر ومارسه على رفاقه في السلاح، دعوة خالد أبو خالد للصعلكة هنا جاءت بمعنى الخروج الثوري عن النسق السياسي والاجتماعي القائم، لا الصعلكة بالفهم السلبي أو التلصص، وهدف الصعلكة الانتظام في حركة ثورية هادفة إلى تحرير فلسطين، ثم العودة.
تتجلى علامة التزام كبرى لدى خالد أبو خالد في أفعاله الشعرية بأن سمّاها العوديسا الفلسطينية: الأفعال الشعرية؛ فالعوديسا يعني بها العودة، وجاء الاسم تيمناً بأسطورة/رواية الأوديسيا، والعوديسا هي اسم لأحد قصائد خالد في ديوان دمي نخيل للنخيل؛ والنخيل المقصود به العودة، فيضحي خالد أبو خالد بدمه من أجل عودة الفلسطينيين إلى وطنهم فلسطين التاريخية، لا إلى وطن الـ 1967، وطن برنامج النقاط العشر، وطن أوسلو، وطن البانستونات، ووطن المفاوضات غير المباشرة. كُتِبت قصيدة العوديسا حسب ما يظهر في الديوان على مرحلتين، الأولى عام 1989 والثانية عام 1991؛ التوقيت الأول هو بعد مرور عامين على انتفاضة الحجارة، وريادة العمل الشعبي المقاوم في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتاريخ الثاني هو في سياق العملية التفاوضية التي ترنحت بين مدريد أوسلو، فالأمانة الوطنية والثورية اختلجت ملكة شعر الفارس الفلسطيني كنعان الفتى ليسطر العوديسا منارة للعودة وقلعة حصينة ضد محاولات التنازل عن قدسية العودة الفلسطينية. كتب شاعرنا الثائر الفارس في مطلع العوديسا:
عائد من مساء الحروب..
ومن نجمة في شمال الغروب..
ومن جمرة في رماد الجنوب..
عائد من رحيلي.. ومن طرق لا تؤوب..[20]
هذا الإصرار والعناد هو سمة وعلامة المقاتل الشاعر خالد أبو خالد الذي لا يخذل قضيته الوطنية، فيصر على العودة وإقامة الدولة الفلسطينية على أرض الوطن الفلسطيني الكامل غير المنقوص أو المجزوء، فعودة الفلسطيني حقيقة قادمة دون شك أو تردد، قادمة بعد كل الحروب، تستل العودة نفسها من أقاصي الأرض ومن كل البقع المهمّشة والمشتعلة والملتهبة بالعودة إلى فلسطين، هذه العودة تنهمر كالسيل العرمرم الذي يتدفق من كل الطرق التي تتاح وتتوافر له من أجل الوصول إلى هدفه.
سميَ الإنتاج الشعري لخالد أبو خالد بالأفعال الشعرية، لا بالأعمال الشعرية كما جرت العادة عند باقي الشعراء؛ وجاءت التسمية من قبل مراد السوداني رئيس بيت الشعر والأمين العام لاتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين، فالهدف والغاية من التسمية بالأفعال الشعرية كان تميزاً لتجربة هذا الفارس الفلسطيني الذي خط دربه بالدم والبارود، وظل نشيده العالي «إما فلسطين وإما فلسطين»، ودفع الفارس خالد ثمن ذلك اللجوء والاغتراب، ولم يتنازل عن مقولته التي سقفها فلسطين[21]. منذ البداية كان الالتزام وحتى النهاية كذلك، فأول ديوان للشاعر الفارس خالد أبو خالد وسام على صدر الميليشيا؛ هو دلالة وعلامة على الروح الثورية النبيلة والرفيعة، التي تفخر بالأوسمة والنياشين والرتب العسكرية/الثورية السامية، المدشنة على الصدر تعبيراً عن القوة والعظمة والعزة للثورة التي تحمل هم التحرر والعودة إلى فلسطين.
أغلبية أسماء/عناوين قصائد خالد أبو خالد وعناوين دواوينه تظهر فيها سيمياء الالتزام لفلسطين والعودة والثورة، ومن الأمثلة على تلك القصائد: القاع في الغربة، وآخر برقية إلى «أبو علي إياد»، التشرد والحصار، عودة السندباد، مواصلة الخروج على قرار التصفية، تقاسيم على البندقية في ليلة العيد، من دفتر فدائي في قوات العاصفة، العبور نهراً، المسافة بين غربتين… والفتى من رماد، مغناة إلى ناجي العلي، جدارية لقلب حزين، إيقاعات لجنازة الحلوى، المسيرة، من قصيدة… نداء الجنوب. كما تتجلى سيمياء الالتزام في عناوين دواوينه ومن أمثلة تلك العناوين: وسام على صدر الميليشيا، تغريبة خالد أبو خالد، أغنية حب إلى هانوي، وشاهراً سلاسلي أجيء، بيسان في الرماد، أسميك بحراً… أسمي يدي الرمل، دمي نخيل للنخيل، فرس كنعان الفتى، معلقة على جدار مخيم جنين، الرحيل باتجاه العودة.
تزخر الأفعال الشعرية بعلامات الالتزام الوطني الثوري تجاه فلسطين والعروبة والتحرر، ففي الأفعال الشعرية تشتمّ رائحة فلسطين وتراها تحتضر أمامك حتى لو لم تكن قد رأيتها من قبل. بجمالية الكلمات، وشاعرية الحروف، يطوف خالد أبو خالد بقصيدته وقارئها قرى فلسطين ومدنها، هذه الجولة الترحالية في فضاء فلسطين من خارج فلسطين، هي إشارة وإيماء للالتزام بفلسطين وكل فلسطين، برمال غزة والنقب، وبخضرة أريحا وبيسان وجنين والغور، وببحر يافا وحيفا وعكا، وبقدسية القدس. فالشاعر لا يترك ناحية من فلسطين إلا ويتجه صوبها إما بترانيم كلماته وإما بهدير عاطفته الثورية، فيرتحل من الناقورة إلى رفح إلى الجليل والخليل، وبيت لحم وصفد، والظاهرية ودورا وغيرها من المدن والقرى المتجذرة في التاريخ الفلسطيني، هذه الجولة الترحالية لا تعرف الحدود أو الهدن أو الاتفاقيات فترى أن فلسطين هي فلسطين، من بحرها إلى نهرها، ومن نهرها إلى بحرها عبر خط العودة الذي سيتحقق يوماً.
لم يقصر خالد أبو خالد التزامه لفلسطين على نقطة معينة أو موقف، أو قضية؛ فبرشاقة أفكاره وخفة ريشته، وبخشونة أنامله المعتادة على قبض البندقية، وظف المقاتل الشاعر بحروف من الحزن والحب الثقافة الفلسطينية في فضاء قصيدته وأفعاله الشعرية، فلم تتآكل ذاكرة اللاجئ المقاتل، ولا جفّت منابع أفكاره المتيقظة دوماً لثقافة فلسطين وتاريخها، فالفلاح حاضر بالزيتون والغربال والمنجل والليمون والبرتقال والزعتر، ونابلس حاضرة بجبل النار، وصلاح الدين نموذج الانتصار على الغرب في عين جالوت لم يغب عن ذهن المقاتل الشاعر، وثقافة الفرح الفلسطينية رغم الأسى والحزن تلتمع في ثنايا قصائده مروراً بالدبكة والميجانا والجفرا. أما بيسان ابنة الشاعر فهي امتداد خالد أبو خالد الفدائي إلى فلسطين، فبيسان ابنة خالد أبو خالد سماها تخليداً لموقف الرجولة الثورية التي مارسها الفدائي الثائر على أرض بيسان المحتلة في أول عملية عودة إلى فلسطين لتنفيذ عملية فدائية.
كذلك يوظف خالد أبو خالد التزامه تجاه ثقافته العربية المعين والمنبع الثقافي والفكري للثقافة الفلسطينية، فيتغنى بهزيمة المغول على أرض العرب، ويشيد بالنصر العربي الإسلامي على يد صلاح الدين، ويطعّم قصيدته بالمعالم والشواهد العربية والعروبية، ليدلل على أهمية الموقف والدعم العربي للقضية الفلسطينية، فيذكر المدن العربية بغداد والقاهرة، وبيروت والإسكندرية واللاذقية ودمشق، وطرابلس وعدن وجدة، والكويت ووهران والبصرة وغيرها من المدن العربية. ويعود بنا خالد أبو خالد إلى أرشيف التاريخ العربي، ليذكر لنا عنترة والمهلهل، وتغريبة بني هلال، وشهرزاد، وسيف بن ذي يزن. هذه القصائد المطولة والطويلة جاءت ضمن ديوان تغريبة خالد أبو خالد؛ ليصف لنا مرارة اللجوء والتشرد والبعد عن الوطن، وليقول لنا إن تاريخنا العربي هو شاهد على مثل تغريبة الشعب الفلسطيني.
يستل خالد أبو خالد نماذج التغريبة واللجوء من معين الثقافة العربية بتلك القصص والحكايات، يقول لنا إن صراع الغربة والتصعلك لم يكن بالجديد على العرب؛ لكن ما يريد أن يقوله لنا بتلك القصص هو أن العودة والنصر غالباً ما يكونان للمهجريين/المتصعلكين. ويظهر إيمان خالد وحتمية العودة إلى فلسطين بسرده وتبنّيه نموذج تغريبة بني هلال التي عادت إلى النقطة نفسها التي تغرَّبت منها.
يلتحم شعر خالد أبو خالد مع النضال الثوري التقدمي الأممي ضد الاستعمار والإمبريالية والهيمنة والتبعية والتخلّف. فلم يغب غيفارا عن قصيدته ، كذلك يحضر المد الفيتنامي في تجربة خالد أبو خالد الشعرية والقتالية حيث تلقى دورة تدريبية في فيتنام أكسبته النزعة الثورية.
دائماً وأبداً، البندقية والرصاصة في البداية عند خالد أبو خالد. فقد مارس الكفاح المسلح الثوري من أجل فلسطين، كل فلسطين، بالبندقية، ولما خفت نجم البنادق والرصاصة في الحركة الوطنية الفلسطينية، عاد خالد إلى جعبته الشعرية ليرتديها من جديد ويصوّب فوهة قلمه وريشته إلى فلسطين مناجياً ومحارباً ومادحاً وهاجياً ومناضلاً مدافعاً ومرسخاً لمقولته الالتزامية «إما فلسطين وإما فلسطين». في الحركة الشعرية لدى خالد أبو خالد تقديم دائم للبندقية على أي شيء آخر. من الأمثلة على ذلك:
يا مرحباً
زمن الوصول…
القدس… يا عصر البنادق…
والمحبة…
والسلام…[22]
إن رؤية خالد أبو خالد للعودة واستعادة القدس لا تكون، ولن تكون، إلا في زمن الكفاح المسلح، على هدير صوت الرصاص، ثم تكون المحبة مع من يريد أن يتعايش في ظل القدس العربية الفلسطينية، فيتحقق السلام بعد استعادة القدس بالكفاح المسلح ولا سلام من دون القدس.
كما ينتصر خالد أبو خالد للثائرين والمحاربين والفلاحين والعمال، حيث يؤمن خالد أبو خالد بقدرة هذه الفئات والشرائح الاجتماعية على نصرة الثورة ومساندتها، فهم فاعلها الذي يفعل، فيقدم الشاعر الثائر صفة المحاربة ثم يسرد دور باقي الفئات في قوله:
انتصرنا/حربةً/ومنجلاً/ومعولاً/وبنادقاً/جرساً/ورنةً[23]
يرى الفارس خالد أبو خالد أن الانتصار مرتبط بالحربة وهي من فعل المحاربة والمقاتلة، ففعل الحرب في رؤية خالد أبو خالد أولى خطوات الانتصار. كذلك يذكرنا الشاعر بدور الفلاحين في الثورات والانتفاضات ضد الاستعمار في فلسطين، كثورة البراق وثورة 1936 وغيرهما؛ ثم يشيد خالد بالعمال ومعاولهم في مقاومة الاستعمار، فالمناجل والمعاول لها السبق في المقاومة، فمن حمل البندقية كان يحمل قبلها المنجل والمعول ويعمل في حقله وبستانه. فالنكبة سلبت الأرض بمناجلها ومعاولها من الفلسطينيين؛ فلم يبقَ للفلاح والعامل سوى البندقية لاستعادة الأرض المغتصبة من الصهاينة.
6 ـ رسالة خالد أبو خالد
«عندما تنحسر الحركة الثورية وتتراجع إلى المستوى الذي نحن فيه يصيب بعض الأدباء الإحباط واليأس ويلجؤون إلى تعبيرات مختلفة. لكن هذه التعبيرات المختلفة، تستدعي بالضرورة نقائضها لدى المتلقي.. لقد غادر البعض أدب المقاومة لكن هذا الأدب موجود بما ورثنا منه وما يعبّر عنه أدباء المقاومة في الساحة الآن. اسمح لي أن أرى الواقع، لكي أرى الغد.. إنني متفائل بالرغم من كل مؤشرات اليأس والإحباط.. لكنني مؤمن بالمستقبل فالمستقبل مبشر… إن وحدة الأدباء والكتاب في فلسطين وخارجها في بنية نقابية واحدة هي الشرط الأساس لبناء ثقافة مقاومة عريقة، لكن هذا يشترط التأكيد على المرجعية الثقافية السياسية المؤسسة على الثابتين الفلسطيني والعربي.. أعني بها ميثاقنا الوطني الفلسطيني قبل العبث به وإسقاط مواده الأهم. فإذا كان شعبنا واحداً في فلسطين وفي الأرض العربية على اتساعها وفي المهاجر والمنافي، فلا بد إذن من أنه وحدة واحدة، وهذا ينسحب على الأدباء والكتاب والاتحادات النقابية كافة من أجل بناء جسم نقابي قادر على مواصلة حمل راية فلسطين العادلة إلى أهدافها… في التحرير والعودة ربطاً بالتحرير…»[24].
بفوهة البندقية وبحرارة القلم الثوري خطّ فتى كنعان عنوان الالتزام لفلسطين وبفلسطين، معتمداً على رصاص البندقية وحروف العربية ليدشن في فضاء الفعل الثوري الفلسطيني حالة التزام وموقف وطني تنحني أمامه الهامات العالية، احتراماً وتقديراً لرجولة الرجل، وفروسية الفارس، ونضال المناضل، وشاعرية الشاعر. خالد أبو خالد زاوج بين الرصاصة والكلمة بعلاقة ثورية قل مثيلها؛ لتنشد بندقيته وقصيدته اسم فلسطين أينما رأت النور، بحب فتى كنعان لفلسطين وحب فلسطين لفتيانها تماهى خالد أبو خالد بفلسطين، ليبلور صوفية العمل الثوري الفلسطيني الملتزم المحارب للاستعمار الصهيوني حتى تحرير فلسطين كل فلسطين، ويعلي خالد أبو خالد صوت القصيدة والبندقية قبل إقصائه عنها وإقصائها عنه، يعلي من صوت العودة والمطالبة بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى فلسطين.
عائدٌ والدروب موزعةٌ والرؤى
والمدى متعبٌ… والصدى
موغلٌ في الردى
والحجارةُ ماطرةٌ ويدي أبدعت قمراً من قذيفتها
… عائدٌ ويدي وردةٌ
ودمٌ
ونخيل
عائدٌ في الصهيل…
(من قصيدة «العوديسا»).
كتب ذات صلة:
في معنى المكان: وحي من دروس المقاومة المقدسية
في الشعر العربي : سحر النصوص، المقاربات والمسرّات والمضاعفات
المصادر:
نُشرت هذه المقالة في مجلة المستقبل العربي العدد 426 في آب/ أغسطس 2014.
أحمد عز الدين أسعد: ماجستير في الدراسات العربية المعاصرة، جامعة بيرزيت ـ فلسطين.
[1] خالد أبو خالد، العوديسا الفلسطينية: الأفعال الشعرية، 2 ج (رام الله: بيت الشعر الفلسطيني، 2008)، ص 15 ـ 16.
[2] المصدر نفسه، ص 15 ـ 16.
[3] المصدر نفسه، ص 16.
[4] رسالة من خالد أبو خالد بتاريخ 28/6/2012.
[5] وحيد تاجا، «مقابلة ثقافية: لا توجد قصيدة تتحدث عن نصف فلسطين أو ربع فلسطين : الشاعر خالد أبو خالد: رحيلنا هو حتماً مسير باتجاه العودة،» العودة، السنة 3، العدد 27 (كانون الأول/ديسمبر 2009)، <http://www.alawda-mag.com/default.asp?issueid=28&contentid=1048&menuid=19>.
[6] ناجي علوش، من قضايا التجديد والالتزام في الأدب العربي (تونس: الدار العربية للكتاب، 1978)، ص 80 ـ 83.
[7] أبو خالد، المصدر نفسه، ص 16 ـ 17.
[8] الموقع الإلكتروني لوزارة الثقافي في المملكة الأردنية الهاشمية، <http://www.culture.gov.jo/index.php?option=com_content&view=article&id=304&Itemid>، (تمّت زيارة الموقع في 4/6/2012).
[9] عماد الحنتولي، «سيلة الظهر: شاعرنا الكبير المناضل خالد أبو خالد يكرم في دمشق،» فلسطين في الذاكرة (13 نيسان/أبريل 2008)، <http://www.palestineremembered.com/GeoPoints/Silat_al_Dhahr_1590/Article_9316.html>، (تمّت زيارة الموقع في 7/6/2012).
[10] عبد الكريم الناعم، «شهادة الشاعر عبد الكريم الناعم،» في: مجموعة مؤلفين، الشاعر خالد أبو خالد: دراسات وشهادات ونماذج شعرية (دمشق: اتحاد الكتاب العرب، 2001)، ص 67.
[11] مقابلة شخصية مع مراد السوداني بتاريخ 19/6/2012.
[12] تاجا، «مقابلة ثقافية: لا توجد قصيدة تتحدث عن نصف فلسطين أو ربع فلسطين : الشاعر خالد أبو خالد: رحيلنا هو حتماً مسير باتجاه العودة».
[13] «البيان الثاني للشاعر العربي الفلسطيني خالد أبو خالد،» منتديات فرسان الثقافة (30 كانون الثاني/يناير 2011)، <http://www.omferas.com/vb/t28762>، (تمّت زيارة الموقع في 6/6/2012).
[14] تاجا، المصدر نفسه.
[15] «خالد أبو خالد في حديثه لمجلة رئيفة المصري،» <http://raifamasri.com>، (تمّت زيارة الموقع في 18/6/2012).
[16] رسالة من خالد أبو خالد بتاريخ 28/6/2012.
[17] مراد السوداني، «سادن أحد الثقافة الفلسطينية: بورتريه لكنعان الفتى،» في: أبو خالد، العوديسا الفلسطينية: الأفعال الشعرية، ج 1، ص 8 ـ 9.
[18] مقابلة شخصية مع مراد السوداني بتاريخ 19/6/2012.
[19] أبو خالد، العوديسا الفلسطينية: الأفعال الشعرية، ج 2، ص 171.
[20] المصدر نفسه، ص 335.
[21] مقابلة شخصية مع مراد السوداني بتاريخ 19/6/2012.
[22] أبو خالد، المصدر نفسه، ج 1، ص 253.
[23] المصدر نفسه، ض 266.
[24] رسالة من خالد أبو خالد بتاريخ 28/6/2012.
بدعمكم نستمر
إدعم مركز دراسات الوحدة العربية
ينتظر المركز من أصدقائه وقرائه ومحبِّيه في هذه المرحلة الوقوف إلى جانبه من خلال طلب منشوراته وتسديد ثمنها بالعملة الصعبة نقداً، أو حتى تقديم بعض التبرعات النقدية لتعزيز قدرته على الصمود والاستمرار في مسيرته العلمية والبحثية المستقلة والموضوعية والملتزمة بقضايا الأرض والإنسان في مختلف أرجاء الوطن العربي.