المؤلف: قتيبة وليد غانم
مراجعة: قسم التوثيق والمعلومات في مركز دراسات الوحدة العربية
الناشر: مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، بيروت
سنة النشر: 2018
عدد الصفحات: 160
ما هي أسباب تغلغل المتدينين اليهود في الجيش الإسرائيلي؟ وما مدى تأثير هذا التغلغل ووصولهم إلى مناصب عليا في صناعة القرار داخل «إسرائيل»؟ ما هي نسبة وجودهم في مختلف الفئات والأسلحة؟ ومن هو الذي يحتكم إليه هؤلاء؟ هل يتّبعون حاخاماتهم، أم قرارات دولتهم؟
هذه أبرز الأسئلة التي يسعى هذا الكتاب إلى الإجابة عنها، متناولاً نشأة الجيش الإسرائيلي وبنيته، وصعود التيارات الدينية في إسرائيل، ومظاهر التغلغل الديني في الجيش الإسرائيلي وتأثير الأصولية الدينية في مستقبل «الديمقراطية» في «إسرائيل، والأثر الذي تلقيه سيطرة المد الديني على الجيش في مستقبل الصراع مع الفلسطينيين والعرب.
يعرض المؤلف لهيكلية الجيش الإسرائيلي وسلّم الرُتب العسكرية فيه، وعملية الترقيات في صفوفه، ووحدات النخبة التابعة له، ليشير إلى حرص الجيش على عدم الكشف عن عمل هذه الوحدات وهوية الأشخاص الذين يخدمون فيها. ويبين المؤلف أبرز الشخصيات التي قادت هذه الوحدات وتخرجت فيها، وكان من بينهم قيادات في الجيش ورؤساء حكومات، ورؤساء أحزاب، منهم على سبيل المثال: بنيامين نتنياهو، وإيهود باراك، وموشيه يعلون.
ويتناول المؤلف التيارات الدينية في إسرائيل ونظرتها إلى الجيش وإلى الخدمة فيه، وولاء المرجعيات من مختلف التيارات للدولة، إضافة إلى كيفية مشاركتهم في مؤسسات هذه الدولة. ويعرض لعوامل صعود التيار الديني وتراجع قوة تيار الصهيونية العلمانية، مسلطاً الضوء على أوزان الأحزاب الدينية في دورات الكنيست المختلفة، والطرق الابتزازية التي مارسوها على الائتلافات الحكومية، ليتمكنوا من فرض القوانين التي يريدونها عبر الكنيست، وصولاً إلى احتكام الجمهور الديني إلى العنف في فرض قناعاته على الجمهور العلماني.
وإذ يتحدث المؤلف عن مظاهر التغلغل الديني في الجيش الإسرائيلي، فهو يقدم شرحاً حول خطر الأصولية اليهودية كفكر تطرفي متعصب، نابع من الخرافات والأساطير التي ينسبونها إلى التوراة، ليؤكد أن الخطر الأكبر من ظاهرة التطرف الديني يكمن في اختراقات التيارات المتعصبة للمؤسسة العسكرية بوصفها قاعدة انطلاق للتأثير في المجتمع المدني. وفي هذا السياق، يعرض لتاريخ النزاع على الخدمة العسكرية بين المتدينين والعلمانيين، مشيراً إلى تراجع حافز الخدمة لدى الشباب العلماني حيث وصلت إلى 48 بالمئة بعدما كانت 60 بالمئة، في الوقت الذي زاد فيه الحافز عند الشباب الديني القومي إلى 68 بالمئة، وتراجع لدى أبناء الكيبوتسات إلى 29 بالمئة. وقد كان أتباع التيار الديني في مطلع الثمانينيات يمثلون 2 بالمئة فقط من ضباط الوحدات القتالية، وأصبحوا الآن يمثلون بين 35 و40 بالمئة من ضباط ألوية الصفوة والوحدات القتالية، هذا فضـلاً عن احتكارهم الخدمة في ما يعرف بسرايا النخبة، إذ يمثلون 60 بالمئة من القادة والمنتسبين إلى لواء جفعاتي، على سبيل المثال. ويقدم المؤلف جداول حول نسبة الخريجين من المقاتلين المتدينين، يظهر فيها بوضوح تصاعد المد الديني داخل الجيش في مختلف المجالات.
ويتوقف المؤلف عند تأثير الأصولية الدينية في مستقبل «الديمقراطية» في «إسرائيل»، وتداعيات تزايد مشاركة الجيش في عملية صناعة القرارات السياسية، إضافة إلى تزايد مقترحات التشريعات العنصرية وغير الديمقراطية التي يتم طرحها في الكنيست، على مستقبل الصراع مع الفلسطينيين والعرب. ويخلص في هذا السياق إلى عدة توصيات، أهمها أن على صانع القرار الفلسطيني إدراك حقيقة الموقف الإسرائيلي – دولة وجيشاً – إزاء كل مناحي الصراع، لذا عليه اتخاذ القرارات الحاسمة إزاء التحركات العسكرية الإسرائيلية والتخلي عن أوهام الحلول السلمية.
المصادر:
(*) نُشرت هذه المراجعة في مجلة المستقبل العربي العدد 469 في آذار/مارس 2018.
بدعمكم نستمر
إدعم مركز دراسات الوحدة العربية
ينتظر المركز من أصدقائه وقرائه ومحبِّيه في هذه المرحلة الوقوف إلى جانبه من خلال طلب منشوراته وتسديد ثمنها بالعملة الصعبة نقداً، أو حتى تقديم بعض التبرعات النقدية لتعزيز قدرته على الصمود والاستمرار في مسيرته العلمية والبحثية المستقلة والموضوعية والملتزمة بقضايا الأرض والإنسان في مختلف أرجاء الوطن العربي.