المصادر:
(*) ورقة قدمت ضمن أشغال الندوة الدولية لمنتدى الفكر السوسيولوجي بالمغرب 2017. كما نُشرت هذه الدراسة في مجلة المستقبل العربي العدد 468 في شباط/فبراير 2018.
(**) زياد حميدان: باحث من فلسطين.
البريد الإلكتروني: altib739@gmail.com
[1] المادة الأولى من الاتفاقية الخاصة بوضع اللاجئين وعديمي الجنسية لعام 1951 عرّفت اللاجئ بأنه: شخص يوجد خارج بلد جنسيته أو بلد إقامته المعتادة، بسبب خوف له ما يبرره، من التعرض للاضطهاد بسبب العنصر، أو الدين أو القومية أو الانتماء إلى طائفة معينة، أو إلى رأي سياسي، ولا يستطيع بسبب ذلك الخوف، أو لا يريد أن يستظل بحماية ذلك البلد، أو العودة إليه، خشية التعرض للاضطهاد (اتفاقية اللاجئين، 1951).
[2] استثنت الاتفاقية الخاصة بوضع اللاجئين وعديمي الجنسية لعام 1951 اللاجئين الفلسطينيين من انطباق أحكامها عليهم، حيث نصت المادة (1) على أن: «لا تنطبق هذه الاتفاقية على الأشخاص الذين يتمتعون حالياً بحماية أو مساعدة من هيئات أو وكالات تابعة للأمم المتحدة غير مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين». ولأن اللاجئين الفلسطينيين يتمتعون بمساعدة منظمة «الأونروا»، التي تأسست عام 1949، يعتبر هذا الاستثناء تجريداً للاجئين الفلسطينيين من نظام الحماية الدولية رغم كونهم بحاجة إليها، حيث أثبتت الأحداث التاريخية التي عايشها اللاجئون الفلسطينيون ذلك، لأن اللاجئين الفلسطينيين بقوا في دائرة الاستثناء من تلك الحماية، رغم توقف مساعدات الأونروا في أوقات وأمكنة كثيرة حين وُجد اللاجئون الفلسطينيون لاجئين مرة أخرى في دول ليست من مناطق عمليات الأونروا الخمس، مثل من لجأ إلى مصر وتركيا والجزائر ودول أخرى بسبب الأوضاع في سورية.
[3] الضبط: تقوم مؤسسات المجتمع الانضباطي (المؤسسات التي تمارس الضبط كالمستشفى والمدرسة والسجن) بتنظيم سلوك الأفراد في المجتمع، وذلك من خلال ضبط المجال المكاني والوقت ونشاط الأفراد، كما تساعد أنظمة معقدة كالرقابة والفحص على تعزيز الانضباط، حيث يصف فوكو تقنيات الانضباط في كتابه المراقبة والمعاقبة بكونها «تقنيات دقيقة دائماًً صغيرة غالباً ولكنها ذات أهمية لأنها تحدد نموذجاً من التوظيف السياسي والمفصل للجسد وتحدد ميكروفيزياء السلطة. إنها حيل صغيرة مزودة بقدرة كبيرة على الانتشار وترتيبات لطيفة ذات مظهر بريء إنما هي شكاكة وأحكام تخضع لنظم غير معلن عنها أو تتبع إلزامات غير كبيرة». انظر: ميشيل فوكو، المراقبة والمعاقبة: ولادة السجن، ترجمة علي مقلد (بيروت: مركز الإنماء القومي، 1990)، ص 160 – 181.
[4] المراقبة: تفترض ممارسة الانضباط وجودَ جهازٍ يحقق الإكراهَ، بفعل النظرة؛ جهازٍ توحي تقنياته التي تسمح بالرؤية بمفاعيل سلطوية، وفي المقابل، تجعل وسائل الإخضاع أولئك الذين ينصب عليهم الإخضاع مرئيين بوضوح وببطء. يصف فوكو الجهاز الانضباطي من خلال تفكيكه للحجر الصحي في حال تفشي الطاعون في مدينة ما، يقول: «فهو الفضاء المغلق المقطوع المراقب من كل جوانبه حيث يحشر الأفراد ضمن مكان ثابت حيث تراقب أقل حركة وحيث تسجل كل الأحداث وحيث يربط العمل الكتابي المركز الأطراف». انظر: المصدر نفسه، ص 188 – 208.
[5] السياسة البيولوجية: يتطرق فوكو إلى السياسة البيولوجية في المراقبة والعقاب وتاريخ الجنسانية ودرس الكوليج دي فرانس من حيث كونها ترتبط بولادة مجموعة من المعارف والممارسات مثل (الديمغرافيا، الصحة، التخطيط الحضري، الصحة العامة… إلخ)، ومهمتها رعاية الأجساد، ليس فقط لحمايتها، وليس فقط لضمان العقاب أو انتزاع الرسوم والضرائب، ولكن لمساعدة هذه الأجساد على ضمان صحتها. ووفقاً لفوكو فإن ذلك سيؤدي إلى تطوير نظام سيطرة مزدوج: تطوير انضباط يمارس على جسم الإنسان مثل زيادة قدراته، والتحكم في قواه وزيادة طاعته. وتأسيس «سياسة بيولوجية للسكان» مرتكزة على الجسم كنوع، والسعي إلى تنظيم السياسات البيولوجية التي تؤثر في السكان مثل المواليد والوفيات، مستوى الصحة، فترة الحياة، الموت، الإنتاج، المرض… وهو ما يضع البيولوجيا السياسية في أي مجتمع كقوة دافعة وراء السيادة، ويجعل منها حق الموت والسلطة على الحياة. انظر: المصدر نفسه.
[6] جورجيو أغامبين، «نحن اللاجئون،» ترجمة نايف الهنداس (2015)، <http://hekmah.org/6470‑2/>.
[7] Hannah Arendt, The Human Condition (Chicago, IL: University of Chicago Press, 1958).
[8] فوكو، المراقبة والمعاقبة: ولادة السجن.
[9] أوتيون أورخان، وضع اللاجئين السوريين في دول الجوار: الوقائع – النتائج – المقترحات (أنقرة: مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، 2014)؛ بديل/المركز الفلسطيني لمصادر حقوق المواطنة واللاجئين، «اللاجئون والمهجرون الفلسطينيون – المسح الشامل (2015)، <http://badil.org>؛ فراس الشمندني، «كل شيء عن: الحماية المؤقتة للسوريين في تركيا،» (2015) <http://orient-news.net>، ومعهد بيوريسيرتش، «استطلاع رأي: نصف الأوروبيين يرون علاقة بين اللاجئين و«تزايد الإرهاب،» (2016)، <http://palkhaleejonline.net>.
[10] Kelly M. Greenhill, Demographic Bombing: People as Weapons in Syria and Beyond (17 December 2015), <https://www.foreignaffairs.com/articles/2015‑12‑17/demographic-bombing>.
[11] المصدر نفسه.
[12] «لكن هدفها الأبعد هو زعزعة استقرار أوروبا باستخدام موجات لا نهاية لها من اللاجئين. فقد كان من المستحيل، بدون إرادة تركيا، التسبب في حدوث كارثة إنسانية في جزيرة كرس اليونانية، حيث شجعّت تركيا اللاجئين للانتقال إلى اليونان. أما أثينا التي كانت قد استقبلت بالفعل حوالى 1.5 مليون لاجئ، فقد هددت علناً – ولمدة شهور – بإرسالهم إلى ألمانيا. وذلك في سياق الابتزاز المالي لألمانيا الممول الرئيسي لعمليات إنقاذ اقتصاد اليونان المتهاوي». انظر: طلال الربيعي، استخدام (موجات) اللاجئين كسلاح سياسي-اقتصادي، مركز الدراسات والأبحاث العلمانية في العالم العربي (5 أيلول/سبتمبر 2015)، <http://www.ssrcaw.org/ar/print.art.asp?aid=483382&ac=1>.
[13] تحت عنوان «وضع اللاجئين السوريين في دول الجوار: الوقائع – النتائج – المقترحات» – أبريل/نيسان 2014 برعاية مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية، أنقرة، تركيا.
[14] أورخان، وضع اللاجئين السوريين في دول الجوار: الوقائع – النتائج – المقترحات.
[15] Hannah Arendt, «We Refugees,» in: Marc Robinso, ed., Altogether Elsewhere: Writers on Exile (Boston, MA; London: Faber and Faber, 1994).
[16] أغامبين، «نحن اللاجئون».
[17] أليساندرو بيتي، «الهندسة المعمارية للمنفى،» مخيم الدهيشه (2012)، <http://www.campusincamps.ps/ar>.
[18] من منا لم يسمع أو لم يَرَ على شاشات الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي صورة الطفل الغريق على الشاطئ، والقوارب التي غرقت بمن فيها. وكيف يستغل المهربون اللاجئين ويبتزونهم بطلب مبالغ خيالية، ومن منا لم يسمع عن حكايات فرار المهربين وترك اللاجئين ليواجهوا مصير الغرق وحدهم.
[19] يمكن تعريف الحماية المؤقتة بأنها إجراء قانوني تلجأ إليه الدول لتنظيم وضع تعده استثنائياً ومؤقتاً، يختص بمنح الحماية لفئة محددة من الأجانب، من دون التقيد بالأحكام المتعلقة بالأجانب والحماية الدولية المنصوص عليها في قوانينها المحلية أو في الاتفاقيات الدولية ذات الصلة وعلى رأسها اتفاقية اللاجئين لعام 1951 والتي صادقت عليها الدولة المعنية.
[20] قاسيون، «حقوق اللاجئين في القانون الدولي،» (2017)، <http://kassiounpaper.com>.
[21] Roberto Esposito, Bios: Biopolitics and Philosophy (Minneapolis, MN: University of Minnesota Press, 2008), pp. 41‑77.
[22] Giorgio Agamben, Homo Sacer: Le Pouvoir souverain et la vie nue, traduit de M. Raiola (Paris: Seuil, 1997), p. 132.
[23] أكد الرئيس التركي غول تلك التسمية في اللقاء الذي أجراه مع صحيفة الغارديان بتاريخ 3/11/2013. انظر: نور مارتيني، «اللاجئون السوريون في تركيا من رمضاء الموت إلى نار المفوضية،» (2013)، <http://www.orient-news.net>.
[24] لعل الفارق الجوهري بين الحماية الدولية والحماية المؤقتة يكمن في أن الأساس القانوني للحماية الدولية هو حق اللجوء، وهو أحد حقوق الإنسان الأساسية. بخلاف الأساس القانوني للحماية المؤقتة الذي لا يتعدى كونه قراراً أو قانوناً مؤقتاً سُنَّ ليحكم حالة طارئة أو استثنائية تتعلق بفئات محددة من الأجانب. انظر: الشمندني، «كل شيء عن: الحماية المؤقتة للسوريين في تركيا،» 2015.
[25] المصدر نفسه.
[26] المصدر نفسه.
[27] يشرح فوكو الفحص في كتاب المراقبة والمعاقبة بقوله: إنه نظرة ضابطة وهو رقابة تتيح التوصيف والتصنيف والعقاب، إنه يقيم على الأفراد رؤية من خلالها تمكن المفاضلة بينهم ومعاقبتهم، ولهذا في كل تدابير الانضباط فإن الفحص يتمتع بطقوسية كبيرة، فهو ينضم احتفال السلطة وشكل التجربة وانتشار القوة وإقرار الحقيقة في صميم إجراءات الانضباط، حيث يظهر الفحص خضوع الذين ينظر إليهم كموضوع، وموضعة أو تشييء الخاضعين. انظر: فوكو، المراقبة والمعاقبة: ولادة السجن، ص 197.
[28] المصدر نفسه، ص 208.
[29] المصدر نفسه، ص 209.
[30] بديل/المركز الفلسطيني لمصادر حقوق المواطنة واللاجئين، «اللاجئون والمهجرون الفلسطينيون – المسح الشامل، <http://badil.org>.
[31] المصدر نفسه.
[32] المصدر نفسه، ص 55.
[33] Arendt, «We Refugees».
[34] «إستطلاع رأي معهد بيوريسيرتش 2016: نصف الأوروبين يرون علاقة بين اللاجئين و«تزايد الإرهاب»،» الخليج أون لاين، 12/7/2016، <http://alkhaleejonline.net/articles/1468307983695184000>.
[35] هاني سليمان، «السياسات الأوروبية تجاه اللاجئين: ثلاثية الأمن، الهوية، والقيم الإنسانية،» المركز العربي للبحوث والدراسات (2016)، <http://www.acrseg.org/40345>.
[36] نبيل شوفان، «سوريون يتحدثون عن تجارب مؤلمة في أوروبا: استثناء أم مصير؟،» أورينت نت (2 شباط/فبراير 2015)، <http://www.orient-news.net/ar/news_show/84840>.
[37] حالة اللاجئين الفلسطينيين، الذين سهلت لهم سورية اختراق الحدود للعودة إلى وطنهم، تعَدّ مثالاً للاستخدام المشروع للاجئين دفاعاً عن حق العودة إلى الوطن.
بدعمكم نستمر
إدعم مركز دراسات الوحدة العربية
ينتظر المركز من أصدقائه وقرائه ومحبِّيه في هذه المرحلة الوقوف إلى جانبه من خلال طلب منشوراته وتسديد ثمنها بالعملة الصعبة نقداً، أو حتى تقديم بعض التبرعات النقدية لتعزيز قدرته على الصمود والاستمرار في مسيرته العلمية والبحثية المستقلة والموضوعية والملتزمة بقضايا الأرض والإنسان في مختلف أرجاء الوطن العربي.